Investing.com-- ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد في التعاملات الآسيوية اليوم الخميس، مع صدور بيانات أمريكية. كما سجلت العقود الآجلة للنفط الخام أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام وسط إشارات مستمرة على نقص العرض، في حين عززت البيانات الإيجابية من الصين المعنويات أيضًا.
وساعدت هذه الإشارات الأسواق إلى حد كبير على تجاوز المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول، في أعقاب سلسلة من التعليقات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
وأظهرت بيانات المخزونات الأمريكية أن المخزونات انكمشت أكثر من المتوقع في الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر. كما أثارت البيانات الواردة من الصين بعض التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم. وارتفعت الأرباح الصناعية في الصين للمرة الأولى هذا العام في أغسطس، مما ساعد على تقليص تراجع الأرباح منذ بداية العام حتى الآن.
وينصب التركيز الآن على بيانات مؤشر مديري المشتريات من الصين، المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لمزيد من الإشارات حول النشاط الاقتصادي. ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع الطلب الصيني على الوقود خلال عطلة عيد الخريف التي تستمر أسبوعًا والتي تبدأ يوم الجمعة.
وبحلول الساعة 12:20 بتوقيت الرياض انخفضت بشكل طفيف عقود نفط برنت بنسبة 0.18% إلى 94.19 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت عقود نفط خام WTI الآجلة بنسبة 0.1% إلى 93.59 دولارًا للبرميل.
تقلص المخزونات الأمريكية يغذي توقعات العرض الأكثر صرامة
انكمشت مخزونات الخام الأمريكية مخزونات النفط الخام بمقدار أكبر من المتوقع قدره 2.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر، وهو الأسبوع الخامس من التراجع ضمن الأسابيع السبعة الماضية.
وتشير القراءة، التي أظهرت أيضًا انخفاضًا بمقدار 0.9 مليون برميل في مركز كوشينغ بولاية أوكلاهوما، إلى أن إمدادات النفط لا تزال محدودة في أكبر مستهلك للوقود في العالم.
ويضاف هذا إلى الرهانات على أن إمدادات النفط العالمية ستتقلص أكثر هذا العام، خاصة بعد التخفيضات الكبيرة في الإمدادات من روسيا والمملكة العربية السعودية. كما حظرت روسيا معظم صادرات الوقود هذا الأسبوع، مما زاد من التوقعات بأن أسواق الوقود العالمية ستتشدد.
كذلك، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 30% في الشهرين الماضيين بعد خفض الإمدادات، ويتوقع المحللون أن يؤدي انخفاض الإمدادات إلى إبقاء تداول النفط الخام بين 90 و100 دولار لبقية العام.
تراجع الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، والمخاوف من رفع أسعار الفائدة لا تزال قائمة
أظهرت بيانات المخزون يوم الأربعاء أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة نمت بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن الطلب على الوقود كان هادئًا إلى حد ما مع نهاية موسم الصيف.
ويضاف هذا الاتجاه إلى المخاوف من أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة سوف يضعف أكثر هذا العام، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة بشكل أكبر واستمرار التضخم.
وقد أدت الإشارات المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى وصول الدولار إلى أعلى مستوياته خلال 10 أشهر هذا الأسبوع، مما يشير إلى بعض الضغوط على أسواق النفط. ويزيد ارتفاع الدولار من تكلفة النفط الخام بالنسبة للمشترين الدوليين، مما يؤثر سلبا على الطلب إلى حد ما.
وظلت المخاوف بشأن الصين قائمة أيضًا، خاصة وأن سوق العقارات الضخمة في البلاد تواجه رياحًا معاكسة مستمرة بسبب الأزمة النقدية المتفاقمة وإفلاس أكبر شركات التطوير العقاري.