Investing.com - شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قويًا نتيجة زيادة الطلب عليه كملاذ آمن في أعقاب التوترات في الشرق الأوسط بسبب التوترات في قطاع غزة. وشهد المعدن النفيس ارتفاعاً بنسبة 1.2% في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين، حيث تستعد الأسواق لموجة من التقلبات بسبب التوترات العسكرية.
ويُشير محللون إلى أن تصاعد التوترات الجيوسياسية قد يشجع على زيادة الطلب على أصول آمنة مثل الذهب والدولار، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى طلب متزايد على سندات الخزانة الأميركية.
أدلى بيتر كارديللو، كبير المحللين في شركة سبارتان كابيتال سيكيوريتيز، بتقييمه قائلاً "إن هذا مثال جيد على أهمية تضمين الذهب في محافظ الاستثمار الشخصية. إنه وسيلة فعالة للتحوط في ظل الأضطرابات الدولية"، وتوقع أن الدولار سيستفيد كذلك من هذا الوضع.
وأضاف قائلاً "في كل مرة تشهد فيها العالم اضطرابات دولية، يظهر الدولار قوته".
بدأت أسعار الذهب في الارتفاع منذ يوم الجمعة بعد أن اقتربت الأسبوع الماضي من أدنى مستوياتها منذ شهر مارس، وذلك عقب إشارات من بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه سيظل يتبنى سياسة نقدية مشددة لفترة أطول، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الأميركية التي أثرت على الأصول الأخرى.
اقرأ أيضًا: بيانات أمريكية تحمل أخبارًا سيئة للأسواق.. الفائدة تتغير والفيدرالي يدفع الثمن
تسجل هذه المكاسب في أسعار الذهب يوم الاثنين رغم زيادة معدلات التوظيف في الولايات المتحدة خلال سبتمبر، مما يزيد من توقعات زيادة أخرى في أسعار الفائدة. وفي عطلة نهاية الأسبوع، أشارت محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، ميشيل بومان، إلى أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً للغاية، وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون هناك حاجة لمزيد من التشديد النقدي. ويعتبر ارتفاع أسعار الفائدة بشكل عام سلبياً بالنسبة للذهب.
الذهب يصبح أكثر جاذبية
جعل الانهيار الأخير لأسعار الذهب أكثر جاذبية في بيئة تعزز فيها أسعار الفائدة المرتفعة احتمالات حدوث اضطرابات غير متوقعة في السوق، وفقًا لـ نيكو أسيب مانجمنت - Nikko Asset Management.
انخفض الذهب في الأشهر الأخيرة حيث رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لقمع التضخم، حيث استوعب المستثمرون رسالة صانعي السياسة بأن تكاليف الاقتراض من المرجح أن تكون أعلى لفترة أطول. وقد ساعد ذلك الدولار الأمريكي وأدى إلى زيادة كبيرة في عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، مما قلل من جاذبية السبائك. في ظل هذه الخلفية، وصلت الحيازات في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
اقرأ أيضًا: مخاطر الحرب ترفع الذهب بقوة.. ويقفز بأكثر من 1% مع صعود الدولار
بعد تجاوز 2000 دولار للأوقية مؤخرًا في مايو، سجل الذهب بعد ذلك خسائر ربع سنوية متتالية لمحو مكاسب العام حتى تاريخه. سجل السبائك الفورية أدنى مستوى منذ مارس الأسبوع الماضي، وتم تداوله آخر مرة عند حوالي 1820 دولارًا للأوقية.
في حين أن البعض قد لا يزال يرى أن الذهب مبالغ فيه مقابل السندات، إلا أنه وقت معقول لامتلاكه الآن، وفقًا لشمشون. وقال إنه من المحتمل أن تكون هناك «رياح خلفية كبيرة» حيث يقترب تشديد الاحتياطي الفيدرالي من ذروته كما أن السياسة النقدية ستصبح أكثر مرونة في الاستجابة للمخاطر المحتملة.
الذهب والدولار الآن
ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.06% إلى 1865 دولار للأوقية.
فيما صعدت العقود الفورية للذهب بنسبة 1.02% إلى 1851 دولار للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، صعد مؤشر الدولار أيضًا بنسبة 0.33% إلى 106.137 نقطة.