Investing.com- ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين وسط انحسار المخاوف من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، على الرغم من أن التوقعات بشأن العديد من القراءات الاقتصادية هذا الأسبوع، خاصة من الصين، أبقت المتداولين في حالة من التوتر.
كما تشجعت الأسواق أيضًا باحتمال تقلص الإمدادات، بعد أن صرح الموردون الرئيسيون، المملكة العربية السعودية وروسيا، أنهم سيحافظان على تخفيضاتهم المستمرة في الإمدادات حتى نهاية العام، مما يبشر بتضييق أسواق النفط.
ولا تزال أسواق النفط الخام تتكبد خسائر فادحة على مدى الأسبوعين الماضيين، حيث قام المتداولون بتسعير علاوة مخاطر أقل بكثير من الحرب بين إسرائيل وحماس، بالنظر إلى أن المخاوف من انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط لم تتحقق.
لكن هذه الخسائر خفت إلى حد ما من خلال انخفاض الدولار، حيث أدت الإشارات الأقل تشددًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي وتقارير الوظائف الأضعف من المتوقع إلى زيادة الرهانات على أن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة أكثر من ذلك..
كما لم يُظهر الصراع بين إسرائيل وحماس أي علامات على تراجع التصعيد، حيث رفضت إسرائيل الدعوات لوقف إطلاق النار، وبينما أشارت التقارير إلى أن مجموعة فاغنر المرتزقة الروسية تخطط لتزويد حزب الله بأنظمة دفاع جوي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.3% إلى 86.03 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.55% إلى 81.76 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:31 بتوقيت الرياض. وانخفض كلا العقدين بنحو 6% في الأسبوع السابق.
التجارة الصينية، وبيانات التضخم جاهزة للإعلان
تركز أسواق النفط الخام الآن بشكل مباشر على القراءات الاقتصادية الرئيسية من الصين، المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع. حيث إنه من المقرر صدور بيانات التجارة الصينية يوم الثلاثاء ومن المتوقع أن توفر المزيد من الإشارات حول الطلب على السلع الأساسية في البلاد.
وفي حين ظلت واردات الصين من النفط والطلب على الوقود قويتين هذا العام، فقد زادت البلاد مخزوناتها بشكل مطرد، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الواردات خلال الأشهر المقبلة. ويخشى التجار أيضًا من انخفاض الطلب على الوقود، خاصة إذا ساءت الأوضاع الاقتصادية.
ومن المتوقع أن تقدم بيانات التضخم المقرر صدورها يوم الخميس مزيدًا من المعلومات حول أنماط الإنفاق في أكبر مستورد للنفط في العالم، والتي كانت تعاني من تراجع التضخم في الأشهر الأخيرة.
وبينما نما الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث في الصين بأكثر من المتوقع، أظهرت سلسلة من القراءات الضعيفة لشهر أكتوبر أن النشاط التجاري ظل متخلفًا، مما قد ينذر بربع رابع أضعف.
ومع ذلك، من المتوقع أن تطرح بكين المزيد من الإجراءات الداعمة للاقتصاد، لا سيما إصدار سندات بقيمة تريليون يوان (140 مليار دولار) في الربع الرابع.
ضعف الدولار يوفر بعض الراحة للخام
ساعد الضعف في الدولار - الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع يوم الجمعة - في تخفيف بعض الضغوط على أسواق النفط.
وقد جاءت الخسائر في الدولار الأمريكي مع مراهنة المتداولين على لا مزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأن البنك المركزي سيبدأ أيضًا في خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف عام 2024، وسط المزيد من الدلائل على أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ.
لكن في حين أن ضعف الدولار يفيد أسعار النفط، فإن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي قد يؤثر أيضا على الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم. ومن المتوقع أن يضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة بسبب فصل الشتاء.