Arabictrader.com - تمكنت عقود النفط القياسية من تحقيق بعض الأرباح خلال تعاملات جلسة الجمعة، وسط عمليات جني الأرباح بعد 3 جلسات متتالية من الخسائر التي دفعت أسعار النفط أمس إلى الهبوط بشكل حاد لتتداول عند أدنى مستوياتها في أكثر من 4 أشهر، ولكن أرباح اليوم لن تكون كافية على الأرجح لمنع النفط من تكبد خسائره الأسبوعية الرابعة على التوالي.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الفورية لخام النفط القياسي عقود نفط برنت بنسبة 1.32% إلى 78.20 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.14% ليسجل 73.82 دولار للبرميل، بعدما خسر كلا الخامين حوالي 5% أمس، ويتجه خامي النفط الآن لتكبد خسائر أسبوعية بأكثر من 4%، حيث فقد كلاهما حتى الآن حوالي سدس قيمتهما خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة.
ما الذي أثر على تحركات النفط؟
عمق النفط هذا الأسبوع خسائره بشكل كبير بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعا حادا في مخزونات النفط بالبلاد خلال الأسبوعين الماضيين، لتكون مخزونات النفط بذلك قد ارتفعت خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهو ما يعكس تباطؤا واضحا في مستوى الطلب على النفط بأكبر مستهلك للخام في العالم.
وعلى الرغم من أن تزايد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتوقف عند هذا الحد في رفعه لأسعار الفائدة مخففا الضغوطات على النشاط الاقتصادي ومستويات الطلب، إلا أن بيانات مبيعات التجزئة الصادرة هذا الأسبوع، والتي شهدت انكماشا خلال أكتوبر للمرة الأولى منذ 7 أشهر، لم تساعد النفط في وضع حد لخسائره، مع تزايد النظرة التشاؤمية لمستويات الطلب.
وعلى الرغم من أن بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين قد أظهرت ارتفاعا قويا فاق التوقعات بالكثير، إلى أن التقارير أفادت بأن طلبيات المصافي (TADAWUL:2030) لشهر ديسمبر المقبل في أكبر مستورد لخام النفط بالعالم قد تراجعت بشكل كبير، وخاصة من السعودية، المصدر الأكبر عالميا، هو ما زاد من التوقعات السلبية لمستويات الطلب بسوق النفط العالمية.
وجاء هذا في الوقت الذي أفادت فيه وكالة الطاقة الدولية بأن سوق النفط لن تكون على الأرجح بنفس الضيق في مستويات العرض، والذي كان متوقعا بالفترة السابقة للربع الرابع من العام ، إذا أنه على الرغم من استمرار التخفيضات الطوعية في الإنتاج بكل من السعودية وروسيا، إلا أن عددا من الدول المنتجة خارج تحالف أوبك + قد زادت إنتاجها، مما رفع حجم المعروض العالمي من النفط، ودفع الأسعار إلى التراجع.
وفي مذكرة نشرتها جي بي مورجان (NYSE:JPM) لأبحاث السلع يوم الجمعة، أوضحت وحدة تحليل السوق بالمصرف الأمريكي الشهير أن أداة تتبع الطلب العالمي على النفط الخاصة بها قد أظهرت أن متوسط مستوى الطلب على خام النفط في النصف الأول من نوفمبر بلغ 101.6 مليون برميل يوميا، بانخفاض قدره 200 ألف برميل يوميا عن توقعات البنك لمستوى الطلب بهذا الشهر.
وأدت الانخفاضات الأخيرة الحادة إلى عكس أسعار عقود النفط الفورية والآجلة ، حيث أصبحت أسعار النفط الفورية اليوم أعلى من أسعار العقود الآجلة بسبب التوقعات المتشائمة للطلب، ويرى محللو جي بي مورجان إلى أن خسائر النفط تلك قد تدفع السعودية إلى تمديد خفضها الطوعي الإضافي بإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا حتى عام 2024، لدعم الأسعار.