Investing.com - ارتفعت أسعار النفط عالميًا بشكل ملحوظ خلال تعاملات، اليوم الاثنين، لتواصل مكاسبها التي حققتها الأسبوع الماضي بنحو 4% وسط توقعات بتقلص الإمدادات، مع تزايد المخاطر بفعل مزيد من الهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية، بجانب تحسن البيانات الاقتصادية الصينية.
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط، إن "الضربات على مصافي التكرير الروسية أضافت ما بين دولارين وثلاثة دولارات للبرميل من علاوة المخاطرة إلى سعر النفط الخام الأسبوع الماضي، حيث نبدأ هذا الأسبوع بمزيد من الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وأضافت هاري أنه بالنسبة للحركة الكبيرة التالية صعودًا أو هبوطًا، فإن النفط الخام سينتظر إشارات جديدة.
اقرأ أيضًا: البيتـكوين تعوض جزءًا من خسائرها العنيفة وسط صعود عملات الميم
وأدت إحدى الضربات يوم السبت إلى نشوب حريق لفترة وجيزة في مصفاة سلافيانسك في كاسنودار، التي تعالج 8.5 مليون طن متري من النفط الخام سنويا، أو 170 ألف برميل يوميا.
وخلص تحليل أجرته رويترز إلى أن الهجمات عطلت نحو سبعة بالمئة من طاقة التكرير الروسية في الربع الأول. حيث تقوم مجمعات التكرير بمعالجة وتصدير أصناف الخام إلى العديد من الأسواق بما في ذلك الصين والهند.
ويراقب المستثمرون هذا الأسبوع نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يستمر يومين وينتهي يوم الأربعاء. وكتب توني سيكامور، محلل السوق لدى IG، في مذكرة، أن ذلك سيجلب مزيدًا من الوضوح بشأن توقيت تخفيضات أسعار الفائدة.
ومن شأن انخفاض أسعار الفائدة أن يحفز الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، مما يدعم أسعار النفط.
وسجل كلا عقدي النفط القياسيين مكاسب الأسبوع الماضي على الرغم من انخفاضهما يوم الجمعة. حيث كانت أسعار النفط تتحرك في نطاق محدود خلال معظم الشهر الماضي، ولكن تقرير الطلب الصعودي الصادر عن وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر.
وكانت الوكالة، التي تمثل الدول الصناعية، قد عززت توقعاتها للطلب للمرة الرابعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني، إذ دفعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ناقلات النفط الخام والوقود إلى تحويل مسارها، مما قلل النفط المتاح للمستخدمين. وللمرة الأولى، توقعت وكالة الطاقة الدولية أيضًا عجزًا طفيفًا في العرض هذا العام، بدلاً من الفائض.
كما دعم الطلب على الوقود في الولايات المتحدة الأسعار مع استكمال المصافـي بعض المشاريع.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، ترتفع عقود خام برنت بنسبة 0.8% إلى 86 دولار للبرميل.
فيما تصعد عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.95%، إلى 81.4 دولار للبرميل.
واعتبارًا من إغلاق يوم الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 11% و13% على التوالي في عام 2024.
اقرأ أيضًا: الذهـب يتراجع مع بدء أسبوع قرارات الفائدة.. فهل يمكن أن يحلق نحو 2200 دولار؟
البيانات الاقتصادية الصينية
يأتي ارتفاع أسعار النفط بالتزامن مع تجاوز البيانات الاقتصادية في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، للشهرين الأولين من العام الحالي توقعات المحللين في جميع المجالات.
وفي العادة يتم الجمع بين الأرقام الاقتصادية لشهري يناير وفبراير في الصين لتخفيف الاختلافات عن السنة القمرية الجديدة، والتي يمكن أن تقع في أي من الشهرين اعتماداً على السنة التقويمية، وهي أكبر عطلة وطنية في البلاد، حيث تظل المصانع والشركات مغلقة لمدة أسبوع على الأقل.
وبحسب البيانات ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 5.5%، وهو أفضل من توقعات الزيادة البالغة 5.2% في استطلاع أجرته رويترز، في حين زاد الإنتاج الصناعي بنسبة 7%، مقارنةً مع تقديرات للنمو بنسبة 5%.
وارتفع الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 4.2%، أي أكثر من توقعات المحللين البالغة 3.2%. وبلغ معدل البطالة في فبراير للمدن 5.3%.
فيما ارتفعت مبيعات التجزئة للسلع المادية عبر الإنترنت بنسبة 14.4% عن العام السابق خلال الشهرين الأولين من العام.
وانخفض الاستثمار في العقارات بنسبة 9% في الشهرين الأولين من العام مقارنةً بالعام الماضي، وارتفع الاستثمار في البنية التحتية بنسبة 6.3%، بينما زاد الاستثمار في التصنيع بنسبة 9.4% خلال تلك الفترة.
وقال محللو غولدمان ساكس (NYSE:GS) في تقرير صدر، الاثنين، عقب صدور البيانات: «نعتقد أنّ زخم النمو في الصين ظل قوياً في الربع الأول على الرغم من التباين الملحوظ بين القطاعات».
وفي هذا العام ارتفع عدد الرحلات السياحية المحلية والإيرادات خلال العطلة مقارنةً بالعام الماضي، بالإضافة إلى أرقام ما قبل الوباء من عام 2019.
ولم تنتعش مبيعات التجزئة من الوباء بالقوة التي توقعها الكثيرون، حيث أصبح المستهلكون غير أكثر حذراً فيما يتعلق بدخلهم المستقبلي.
وأظهرت بيانات في وقت سابق من هذا الشهر أنّ صادرات الصين لشهري يناير وفبراير ارتفعت بنسبة 7.1% بالدولار، متجاوزة التوقعات بزيادة قدرها 1.9%. وارتفعت الواردات بنسبة 3.5% خلال تلك الفترة، لتتجاوز أيضاً توقعات «رويترز» نمواً بنسبة 1.5%.
----
للاشتراك اضغط هُنا واستخدم sapro2
لمعرفة المزيد حول أداة InvestingPro من هُنا
في حال واجهت أي مشكلة مع استخدام الكوبون يمكنك التواصل مع الدعم فورًا من هُنا