Investing.com - واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاتها القياسية خلال الأيام القليلة الماضية، متجاوزة 2500 دولار للأونصة، وسط توقعات بقرب تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.
بعد ارتفاعه بنسبة 22% منذ بداية العام، أصبح الذهب من أفضل السلع أداءً في 2024، حيث ترى بنوك مثل "يو بي إس غروب" و"إيه إن زد غروب هولدينغز" أن هناك مجالاً لمزيد من المكاسب.
وين غوردون، استراتيجي السلع في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت"، يرى أن الأسعار "قد تصل إلى 2700 دولار للأونصة بحلول منتصف 2025"، مستنداً إلى تغييرات في سياسات الاحتياطي الفيدرالي، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ومن المتوقع أن يعطي جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إشارات حول السياسة النقدية في المؤتمر القادم بجاكسون هول. فيما يلي العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على مستقبل الذهب.
أسعار الفائدة
الزيادة الأخيرة في أسعار الذهب تعزى بشكل كبير إلى توقعات بتخفيض الفائدة قريباً في الولايات المتحدة، حيث يتوقع البعض أن يحدث هذا في الاجتماع القادم الشهر المقبل. أدى هذا التوقع إلى تراجع أسعار الفائدة الحقيقية، مما خلق بيئة مواتية أكثر للذهب كملاذ آمن.
تشير التحركات الأخيرة إلى أن العوامل الاقتصادية التقليدية مثل عوائد السندات عادت لتلعب دوراً رئيسياً في تحريك أسعار الذهب.
في وقت سابق من هذا العام، ارتفع الذهب رغم زيادة عوائد السندات، وهو ما فاجأ الكثيرين. هذا الاختلاف كان مدفوعاً بعمليات شراء قوية من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة.
صناديق التحوط
مع صعود الذهب، زاد نشاط صناديق التحوط والمضاربين. حيث وصلت الرهانات الصافية على ارتفاع الأسعار في بورصة "كومكس" إلى مستويات لم نشهدها منذ أربع سنوات، وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الأساسية المستقبلية. وزاد الانفتاح على العقود بنسبة 9% الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تفاؤل المستثمرين بالذهب بدلاً من مجرد تصفية مراكز البيع.
الصناديق المتداولة في البورصة
يُحذر دانييل غالي، كبير استراتيجيي السلع في "تي دي سيكيوريتيز"، من أن بعض المراكز الاستثمارية قد تكون مبالغ فيها وقد تواجه صناديق الاستثمار مخاطرة في المدى القريب. ويرى أن الدفعة التالية لإعادة تقييم توقعات الاحتياطي الفيدرالي ستأتي من ندوة جاكسون هول، وتليها بيانات التوظيف الأميركية.
تشهد صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب اهتماماً متزايداً، بعد فترة من التدفقات الخارجة التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ 2019 في منتصف مايو. لكن منذ يونيو، بدأت هذه الصناديق تسجل تدفقات إيجابية.
الطلب في سوق خارج المقصورة
الطلب في السوق خارج المقصورة، حيث تتم المعاملات مباشرة بين المشترين والبائعين دون وساطة بورصة، كان له دور كبير هذا العام في تحريك الأسعار.
وساهمت عمليات الشراء القوية للسبائك الذهبية، خصوصاً من مكاتب عائلية في آسيا، في تحقيق أعلى مستوى استهلاك للذهب خلال الربع الثاني من العام في 25 عاماً، وفقاً لمجلس الذهب العالمي. حيث يتوقع المجلس أن يزداد هذا الطلب، مما قد يكون عاملاً رئيسياً في صعود الأسعار.
بيانات الصين
بينما يوجد العديد من المؤشرات إيجابية، إلا أن البعض الآخر، مثل بيانات الصين، تبدو سلبية.
في وقت سابق من العام، دعمت مشتريات الأفراد المحليين وبنك الشعب الصيني أسعار المعدن الأصفر، ولكن البنك توقف عن الشراء مؤخراً، حيث انخفضت علاوات الذهب في شنغهاي إلى مستويات سلبية في يوليو وأغسطس، مما يشير إلى ضعف الطلب.