Investing.com - لا يوجد ما يدعو المستثمرين للقلق بشأن أن أسعار الذهب قد تكون قد تجاوزت الحد، حيث توجد مجموعة جديدة من العوامل التي سوف تدفع المعدن النفيس نحو صعود آخر، ومن المتوقع أن يتجاوز سعره 3,000 دولار في وقت قصير، وفقًا لديلان سميث، كبير الاقتصاديين في شركة (روزنبيرغ ريسيرش - Rosenberg Research).
مرحلتان مميزتان من صعود الذهب
أشار سميث إلى أن الذهب يشهد حالياً صعودين منفصلين، لكل منهما محركاته الخاصة، مما يعني أن المرحلة التالية من السوق الصاعدة قد بدأت للتو. وأضاف سميث أن شركة "روزنبيرغ ريسيرش" كانت تحتفظ بتوقعات سعرية تتجاوز 3,000 دولار لفترة طويلة، ولا ترى خطراً كبيراً لحدوث تصحيح في السعر، بل تتوقع المزيد من الزخم.
أوضح سميث أن أول صعود في العام كان مدفوعاً بالطلب الكبير من البنوك المركزية وأسواق المجوهرات الرئيسية مثل الهند، والتي تشهد نمواً هائلاً في الدخل. وأضاف أن العوامل التقليدية التي تحرك أسعار الذهب مثل الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة لم تكن فعالة في البداية، ولكن عندما أصبح من الواضح أن دورة التخفيف النقدي ستستمر، شهدنا صعودًا آخر للذهب.
لاحظ سميث أن صناديق الذهب المتداولة شهدت تحولاً من تدفقات خارجة إلى تدفقات داخلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أن المستثمرين أصبحوا يدركون أهمية الذهب كجزء من محفظتهم الاستثمارية في ظل الأوقات الاقتصادية غير المستقرة. كما أشار إلى عودة الطلب الصناعي على الذهب بعد فترة من التراجع.
تحديات قطاع التعدين
أوضح سميث أن قطاع التعدين لم يستفد بشكل كامل من ارتفاع أسعار الذهب حتى الآن، بسبب التحديات المتعلقة بالتحكم في التكاليف. ورغم ذلك، أكد أن إنتاج الذهب كان ثابتاً، وأن هذه التكاليف المرتفعة تجعل من الصعب زيادة الإنتاج بسرعة، مما يدعم استقرار الأسعار.
أعرب سميث عن تفاؤله بشأن شركات تعدين الذهب، مشيراً إلى أن توقعات الأرباح لعام 2025 شهدت ارتفاعاً كبيراً، حيث ارتفعت من 30% إلى 75% بفضل تأثير ارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن هذا النمو في الأرباح هو في الغالب نتيجة لارتفاع الأسعار وليس لزيادة الإنتاج.
توقعات وصول الذهب إلى 3,000 دولار
رغم عدم تقديم سميث جدولاً زمنياً محدداً لتحقيق هدف 3,000 دولار للذهب، أشار إلى أن الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في الذهب، نظراً لإمكانية تحقيق مكاسب كبيرة في المستقبل. وأوضح أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة ستدفع المزيد من المستثمرين لإضافة الذهب إلى محافظهم.
أشار سميث إلى أن العلاقة العكسية التقليدية بين الدولار الأمريكي والذهب ستكون أحد العوامل الرئيسية وراء صعود الذهب فوق 3,000 دولار. وأوضح أن هناك أسباباً قوية لتوقع ضعف الدولار الأمريكي نتيجة لتحركات الفيدرالي الأخيرة وتخفيض الفائدة بخمسين نقطة دفعة واحدة.
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها البارز في الجلسات الأخيرة، حيث سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا آخر عند 2685.42 دولارًا يوم الخميس في ارتفاع مدفوع بخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار نصف نقطة مئوية، وإجراءات التحفيز الصينية والمخاوف المستمرة بشأن الحرب في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تتراجع الأسعار الفورية للمعدن الثمين خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، حيث تسجل الآن مستوى 2641 دولار للأوقية، متراجعة بحوالي 0.61%.