Investing.com - ارتفعت أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عقد، مستفيدة من ارتفاع أسعار المعادن الثمينة والتدابير التحفيزية التي اتخذتها الصين، على الرغم من توقعات بعض المحللين بأن هذا الارتفاع قد يتلاشى بسبب القلق بشأن الطلب من القطاع الصناعي.
وصل سعر الفضة الفوري - الذي يعتبر من الأصول الاستثمارية بسبب علاقته بالذهب ومن المعادن الصناعية - إلى 32.71 دولار للأونصة يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2012، بينما يسجل السعر الآن مستوى 31.47 دولار للأوقية، حيث سجل السعر ارتفاعاً بنسبة أكثر من 33% حتى الآن في عام 2024، متفوقًا على بقية المعادن الثمينة.
كشفت الصين الأسبوع الماضي عن أكبر حزمة تحفيز منذ جائحة كوفيد-19. كما خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع قبل الماضي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية.
تفوق الفضة على الذهب
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو: "تحفيز الصين يمنح المعادن الصناعية دفعة، وهو ما كان يتوقعه متداولو الفضة". وأضاف: "استمرار قوة الذهب إلى جانب استقرار أو ارتفاع أسعار المعادن الصناعية يجب أن يؤدي إلى استمرار تفوق الفضة على الذهب، مع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة إلى نطاق 70-75، مما قد يدفع الفضة للتفوق بنسبة 10%".
نسبة الذهب إلى الفضة، التي تشير إلى عدد أوقيات الفضة التي يمكن شراءها بأوقية واحدة من الذهب، تُستخدم في السوق لتحديد الاتجاهات المستقبلية لأنها توضح الأداء الحالي للفضة مقارنة بعلاقتها التاريخية مع الذهب.
قال ماكس ليتون، محلل في سيتي: "من المتوقع أن توفر تخفيضات أسعار الفائدة دفعة صعودية للنشاط العالمي وتدعم استهلاك الفضة. حيث نتوقع ارتفاع الأسعار إلى 35 دولاراً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة و38 دولاراً خلال 6 إلى 12 شهراً".
من جانبها، توقعت "ماكواري" أن تستمر عجز المعروض من الفضة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وقالت إن تدفقات المستثمرين ستظل عاملاً رئيسياً في تحركات الأسعار على المدى القريب، مع أن حيازات صناديق المؤشرات المتداولة تقدم أكبر فرصة للدعم.
رياح معاكسة
ومع ذلك، قد يواجه سوق الفضة رياحاً معاكسة في المدى القريب بسبب التراجع في صناعة الطاقة الشمسية الصينية والنمو البطيء في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
قال حماد حسين، مساعد اقتصادي في مجال المناخ والسلع في "كابيتال إيكونوميكس": "من المرجح أن تكون تدابير الدعم الجديدة في الصين غير كافية بمفردها لإحداث تحول في النمو، ويبدو أن المتداولين يبالغون في تقدير احتمال حدوث خفض آخر بمقدار 50 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر". وأضاف: "بالتالي، من غير المحتمل أن يستمر ارتفاع أسعار الفضة في الأشهر القليلة المقبلة مع تلاشي بعض العوامل الداعمة لزيادة الطلب على الفضة".
في الصين، تباطأ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر في أغسطس، مما يبرز ضعف الطلب المحلي.
فيما أظهر مؤشر مديري المشتريات الرسمي للصين لشهر سبتمبر الصادر اليوم قراءة بلغت 49.8 نقطة، وهي أفضل من توقعات الاقتصاديين البالغة 49.5 نقطة. ومع ذلك، تعد هذه القراءة خامس شهر على التوالي من الانكماش في القطاع الصناعي.
كما أظهر مسح مؤشر مديري المشتريات الخاص (Caixin)، الذي يتم إعداده من قبل S&P Global، أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي انخفض إلى 49.3 من 50.4 في سبتمبر، وهو أقل من التوقعات التي بلغت 50.5.
وقال كارستن مينكه، محلل في بنك "جوليوس باير": "نعتقد أن أداء الفضة يعتمد بشكل أساسي على الذهب فيما يتعلق بأدائها على المدى المتوسط والطويل بدلاً من أي عوامل محددة في سوق الفضة".