Investing.com - أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية ”حالة القوة القاهرة“ و”حالة الطوارئ“ بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بعدد من الخزانات في مصفاة الزاوية الواقعة على بعد 46 كيلومتراً غرب طرابلس. وبحسب البيان الرسمي الصادر عن المؤسسة الوطنية للنفط فإن الأضرار التي لحقت بالمصفاة ناجمة عن إطلاق الرصاص خلال الاشتباكات بين المجموعات المسلحة، مما أدى إلى اندلاع حرائق شديدة في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وشددت المؤسسة على خطورة الوضع، واصفةً إياه بـ”حالة القوة القاهرة وحالة طوارئ من الدرجة القصوى“ بسبب المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن إلحاق المزيد من الأضرار بالبنية التحتية للمصفاة. وحثت المؤسسة الوطنية للنفط حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا على اتخاذ إجراءات فورية لوقف الاشتباكات الجارية، محذرةً من الخطر الكبير الذي تشكله هذه الحوادث على حياة المدنيين، خاصةً إذا ما لحقت أضرار إضافية بخزانات المصفاة.
يذكر أن النفط أنهى الأسبوع الماضي مرتفعًا، حيث صعدت أسعار خام نفط تكساس WTI بـ 1.8% إلى 71.29 دولارًا للبرميل، فيما صعدت أسعار نفط برنت بـ 1.47% إلى 74.49 دولارًا للبرميل.
جهود احتواء الأزمة
ذكرت المؤسسة الوطنية للنفط أن قوات الأمن نجحت في احتواء الحرائق والتسريبات في أنابيب الغاز، مما قلل من خطر التصعيد. ومع ذلك، استمرت الاشتباكات حول المصفاة طوال يوم الأحد، مما أثار المخاوف من حدوث المزيد من الأضرار ومخاطر السلامة. وأشارت الشركة إلى أنها لا تزال على تواصل مستمر مع السلطات والإدارات المعنية لمراقبة الوضع وتنفيذ التدابير اللازمة لتقليل المخاطر على الأرواح والممتلكات.
سياق الانقسام في ليبيا
يسلط الحادث الضوء على الوضع الأمني الهش في ليبيا، التي لا تزال منقسمة بين إدارتين متنافستين. إذ تحكم حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها غرب البلاد والمعترف بها دوليًا، بينما يخضع الشرق وأجزاء من الجنوب لحكومة يدعمها البرلمان ويقودها المشير خليفة حفتر. وعلى الرغم من الانقسام السياسي، تواصل المؤسسة الوطنية للنفط العمل ككيان وطني موحد، وتحافظ على إنتاج النفط وصادراته.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن إنتاج النفط الليبي قد تجاوز 1.4 مليون برميل يومياً، مسجلاً أعلى إنتاج له منذ عام 2013. ويؤكد هذا الإنجاز على الدور الحاسم لقطاع النفط في الاقتصاد الليبي، حتى في ظل التحديات السياسية والأمنية المستمرة.
دعوات للحل
تعكس دعوة المؤسسة الوطنية للنفط إلى تدخل حكومة الوحدة الوطنية الحاجة الملحة لتحقيق الاستقرار في المنطقة لحماية البنية التحتية الحيوية ومنع المزيد من التصعيد. ومع استمرار الاشتباكات بالقرب من المنشآت الحيوية مثل مصفاة الزاوية، تزداد الحاجة إلى حل سياسي للصراع الدائر في ليبيا.