Investing.com - بدأت أسعار الذهب الأسبوع الأخير الكامل من عام 2024 بشكل إيجابي، محافظةً على استقرارها فوق مستوى 2,650 دولار صباح يوم الاثنين. يأتي هذا الأداء بالتزامن مع تراجع طفيف في مؤشر الدولار الأمريكي (USD) وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، قبيل صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية للولايات المتحدة من S&P Global في وقت لاحق اليوم.
وتتداول عقود الذهب الفورية في وقت كتابة الخبر في الساعة 11:30 بتوقيت الرياض عند 2658.05 دولار للأوقية صعودًا بـ 0.36%، في الوقت ذاته تسجل العقود الآجلة للذهب لشهر فبراير 2025 قرابة الـ 2676 دولارًا للأوقية بحركة جانبية.
وتتداول عقود الفضة عند 31.13 دولارًا للأونصة صعودًا بـ 0.34%. في الوقت الذي تتراجع فيه أسعار النفط حيث خبط خام تكساس WTI بـ 1.08% إلى 70.53 دولارًا للبرميل وانخفض نفط برنت بـ 0.35% إلى 74.23 دولارًا للبرميل.
اقرأ أيضًا: تماسك مؤقّت لأسعار الذهب
انتعاش أسعار الذهب في التداولات الآسيوية
شهدت التداولات الآسيوية اليوم عودة المشترين إلى السوق بعد تصحيح استمر ليومين من أعلى مستوى في خمسة أسابيع بلغ 2,726 دولار يوم الخميس الماضي. جاء هذا التصحيح في ظل جني الأرباح على الدولار الأمريكي مع ترقب الأسواق لقرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المقررة يوم الأربعاء.
بحسب أداة CME FedWatch، فإن الأسواق قد سعرت بالفعل خفضاً متوقعاً في معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الفيدرالي. ومع ذلك، يتحول التركيز الآن نحو النبرة التي سيعتمدها البنك المركزي فيما يتعلق بسياسته النقدية لعام 2025. ورغم أن خفض الفائدة في ديسمبر يبدو مؤكداً، فمن المتوقع أن يتبنى الفيدرالي موقفاً حذراً في يناير نتيجة المخاوف من ضغوط تضخمية محتملة بسبب السياسات الحمائية التي قد يتبناها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
في الأسبوع الماضي، أدت هذه المخاوف إلى تعزيز الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما ضغط على أسعار الذهب. ويتابع المستثمرون عن كثب ما إذا كان الفيدرالي سيشير إلى خفض أقل في معدلات الفائدة العام المقبل، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على اتجاه أسعار الذهب.
اقرأ أيضًا: الذهب يتأهب لضرب رقم قياسي في هذا الموعد
العوامل الجيوسياسية والسياسية تدعم الذهب
استمدت أسعار الذهب دعماً إضافياً من التوترات الجيوسياسية والسياسية. فقد تصاعدت حدة الصراع في غزة بعد تقارير عن غارة جوية أسفرت عن سقوط ضحايا، بينهم صحفي وعدد من المدنيين. وفي الوقت نفسه، زادت حالة عدم الاستقرار السياسي في كوريا الجنوبية بعد تصويت البرلمان لعزل الرئيس يون سوك يول بسبب إعلانه الأحكام العرفية لفترة قصيرة هذا الشهر. وعادةً ما تُفضِّل الأسواق الذهب كملاذ آمن في ظل هذه التوترات.
التحديات التي تواجه أسعار الذهب
رغم الانتعاش الأخير، يواجه الذهب تحديات قد تحد من مكاسبه. تظل المخاوف الاقتصادية المتزايدة في الصين، أكبر مستهلك للذهب في العالم، عامل ضغط رئيسياً. وعلى الرغم من تحسن طفيف في الإنتاج الصناعي في نوفمبر، جاءت بيانات مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما أثار تساؤلات حول تعافي الاقتصاد. وبالمثل، أدى تراجع الطلب في موسم الزفاف بالهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب، إلى توسيع الخصومات على الأسعار محلياً.
إلى جانب ذلك، تُراقب الأسواق بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكي المقرر صدورها اليوم، والتي قد توفر رؤى جديدة حول توجهات الفيدرالي للسياسة النقدية في عام 2025، مما قد يؤثر على حركة الذهب المرتبطة بقوة الدولار.
التحليل الفني: مستويات رئيسية يجب مراقبتها
على الصعيد الفني، تتماسك أسعار الذهب عند مستوى الدعم للمتوسط المتحرك البسيط لمدة 21 يوماً عند 2,650 دولار. ويستقر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً حول مستوى 50، مما يشير إلى عدم وجود اتجاه واضح في الوقت الحالي.
- الفرص الصعودية: يمكن أن يؤدي التعافي إلى اختبار مستوى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً عند 2,670 دولار، وإذا تم اختراق هذا المستوى، فقد يصل السعر إلى 2,700 دولار مع إمكانية إعادة اختبار القمة السابقة عند 2,726 دولار.
- مخاطر الهبوط: قد يؤدي الإغلاق اليومي دون مستوى 2,650 دولار إلى انخفاض نحو أدنى مستوى ليوم 6 ديسمبر عند 2,613 دولار. وإذا استمرت الضغوط، فقد يهبط السعر إلى المنطقة الحرجة عند 2,600 دولار، حيث يتقاطع المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم مع أدنى مستوى ليوم 26 نوفمبر.
مع اقتراب قرارات الفيدرالي وتصاعد التوترات العالمية، ستعتمد قدرة الذهب على الحفاظ على مستوياته الحالية على التطورات الاقتصادية الكلية وثقة المستثمرين.