بكين، 24 مايو/أيار (إفي): أعربت الحكومة الصينية للولايات المتحدة اليوم عن قلقها بسبب ديون الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل الوجهة الأساسية لصادراتها.
وقال نائب رئيس الوزراء وانج كيشان في افتتاح الاجتماع الرسمي الثاني للحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة في بكين: "أزمة الديون السيادية في بعض الدول الأوروبية خلفت سلسلة من ردود الأفعال السلبية".
وأضاف: "وتسببت في المزيد من التقلبات في الأسواق المالية العالمية وزعزعت الثقة في هذه الأسواق، وأدت أيضا إلى خلق هالة من الشكوك حول تعافي الاقتصاد العالمي وزادت من الصعوبات التي تواجه الدول المتأثرة بها في تطبيق خطط النمو طويلة الأجل".
من جانبه استبعد تشو شياو تشوان محافظ البنك المركزي الصيني قيام الصين بتعديل سياستها النقدية كرد على أزمة الديون السيادية الأوروبية، وبدلا من ذلك تحدث عن الأمور الداخلية مثل سعر الفائدة.
وقال: "الصين تتمتع باقتصاد كبير، وعموما فإن العوامل الاقتصادية الداخلية أكثر أهمية من تعديل السياسة النقدية".
وأوضح تشو أن ممثلي الولايات المتحدة، القوة الاقتصادية الأولى والصين، الثالثة، أعربوا عن دعمهم للسياسات والوسائل التي تتخذها الدول الأوروبية لتجاوز أزمتها.
وأشار إلى أن "الرأي العام كان الحفاظ على وتيرة الانتعاش الاقتصادي العالمي".
وبخصوص الخلاف حول سعر الصرف في اليونان الذي طالبت واشنطن بتقييمه قبل الأزمة، أكد الرئيس الصيني هو جينتاو اليوم أن حكومته ستجري تطويرا في إصلاح نظام تغيير عملتها "اليوان"، أمام الإصرار الأمريكي.
وأشار جينتاو، في خطابه الافتتاحي إلى أن هذه الإصلاحات ستجرى تحت مبدأ "القرارات المستقلة والتقدم التدريجي وقدرة المراقبة"، ولكنه لم يلزم الصين بموعد محدد لرفع سعر العملة.
ودافعت بكين في الأعوام الأخيرة عن أن البطالة في الولايات المتحدة ليست نتيجة للصادرات الصينية الرخيصة، وطالبت واشنطن اليوم مجددا برفع المعوقات أمام صادرات التكنولوجيا الصينية لموازنة العجز التجاري بين البلدين.
وفي هذا الصدد طالب وانج كيشان من واشنطن بوضع نهاية لمنع تصدير التكنولوجيا العسكرية الأمريكية للصين.
ومع ذلك فإن ما تشاوشيوي المتحدث باسم الخارجية الصينية أبدى موقفا مبهما حول استئناف العملاقين للحوار العسكري بعد التوتر الناجم من بيع الأسلحة الأمريكية لتايوان التي تعتبرها الصين تابعة لها.
وبالنسبة لإمكانية تصدير الشركات الأمريكية لتكنولوجيا متطورة للصين قال كاو جيانلين نائب وزير العلوم والتكولوجيا الصيني إن "واشنطن ترى أن تعديل قانون صناعة التكنولوجيا المحلية والبحث العلمي أداة تمييز ضد الشركات الأجنبية".
وأضاف: "نعتقد أن الشركات الأجنبية ترى أن التعديل الأخير ليس تمييزي ويعكس مبادئ الملكية الفكرية".
ويشارك 50 ممثلا من الدولتين في الحوار على مدار يومين، حيث يقود الجانب الاقتصادي كل من نائب رئيس الوزراء الصيني وانج كيشان ووزير الخزانة تيم جيثنر، في حين يتولى مسئولية الجانب الاستراتيجي نائب وزير الخارجية الصيني داي بينجو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
ومن الناحية السياسية طالبت كلينتون من بكين الضغط المشترك على كوريا الشمالية بعد حادثة غرق البارجة العسكرية لكوريا الجنوبية والتي راح ضحيتها 46 بحارا.
ولكن الصين طالبت باحتواء الأزمة الجديدة لتجنب تصعيد التوتر وهو نفس الأمر الذي تتبعه مع الملف النووي الإيراني المثير للجدل.
وتوجه مسئولون في 24 شركة عاملة في مجال الطاقة النظيفة، من بينها جنرال إليكتريك وفرست سولار وبوينج، إلى الصين أيضا بالتزامن مع المرحلة الجديدة للحوار الاستراتيجي، في محاولة لدفع بيع خدماتهم ومنتجاتهم.
وتعد هذه البعثة التجارية الأولى لإدارة الرئيس أوباما، الذي وعد بمضاعفة الصادرات وخلق مليوني فرصة عمل حتى 2015.(إفي)