Investing.com – تراجعت العقود الآجلة للنفط في تداولات الجلسة الأوروبية لليوم الإثنين، لتبدأ الأسبوع على الجانب السلبي وسط مخاوف من ارتفاع كل من المخزونات الأمريكية والإنتاج الأمريكي للنفط.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، تراجعت عقود النفط الخام الآجلة بنسبة 0.90٪ أو ما يعادل 46 سنتا لتتداول عند 52.87 دولار للبرميل، بحلول الساعة 4:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، بعد أن كانت قد حققت مكاسب قدرها 72 سنتاً يوم الجمعة. وكانت هذه العقود قد سجلت 54.51 دولار يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، وهو أعلى سعر لها في قرابة عام ونصف.
من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، تراجعت عقود نفط برنت الآجلة بنسبة 0.79٪ أو ما يعادل 44 سنتاً لتتداول عند 55.46 دولار للبرميل، بعد أن كانت قد حققت مكاسب قدرها 82 سنتاً في جلسة تداول الجمعة.
وبقي النفط تحت الضغط رغم تحقيقه مكاسب في الجلسات الأخيرة مع إستمرار المخاوف من ان لا يكون أتفاق أوبك كافياً لحل مشكلة وفرة العرض العالمي في ظل ارتفاع أنتاج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية. فلا يزال بعض المتداولون يشككون في أن التخفيضات المقررة سوف تكون كبيرة كما تتوقع الأسواق حالياً. وهناك أيضا بعض المخاوف في السوق حول زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة، ومما أكد هذه المخاوف، أن عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة مستمر في الإرتفاع الذي شهدته الأشهر الخيرة، حتى وصل إلى مستوى لم يشهده منذ أكثر من عام. فبحسب التقرير الأسبوعي لشركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز)، والذي صدر كالعادة يوم الجمعة، فإن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة قد إرتفع بواقع 7 منصات الأسبوع الماضي إلى ما مجموعه 609 منصة حفر. وكان ذلك هو الإرتفاع الأسبوعي السابع على التوالي، أما الرقم الإجمالي لعدد المنصات العاملة في الولايات المتحدة فهو يصل بذلك إلى أعلى مستوى له منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015.
وقبل ذلك، كانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أصدرت البيانات الرسمية للمخزون الأمريكي القومي للنفط يوم الخميس، وعلى رأسها مخزونات النفط الخام والتي أظهرت إرتفاعاً قدره 564 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 17 شباط/فبراير، وهو ما جاء أقل وبكثير من توقعت المحللين الذين كانوا يتكهنون بإرتفاع المخزونات بواقع 3.5 مليون برميل.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد توقعت في وقت سابق أن يرتفع إنتاج النفط من الزيت الصخري في الولايات المتحدة بمقدار 80 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 4.87 مليون يوميا في آذار/مارس، وهو أعلى معدل إنتاج للنفط من الصخري منذ آيار/مايو من عام 2016.
وكان النفط قد إرتفع في وقت سابق بعد أن قال تقرير أخباري لوكالة (رويترز) أنه قد يتم تمديد إتفاق خفض الإنتاج التاريخي بين أوبك ودول أخرى من خارج المنظمة، إذا ما أظهر جميع المنتجين الرئيسين "التعاون الفعال".
وكان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قد اتفقوا على خفض الإنتاج بما مجموعه 1.2 مليون برميل يوميا بدءاً من 1 كانون الثاني/يناير، في أول إتفاق لتخفيض الإنتاج منذ عام 2008. وفي أعقاب الاتفاق، إنضمت 11 دولة منتجه للنفط من خارج أوبك، بقيادة روسيا، للإتفاق، وقررت تخفيض إنتاجها مجتمعه بواقع 558 ألف برميل يومياً، ليصبح المجموع العام للتخفيض 1.8 مليون برميل يومياً تقريبأً.
وإذا ما تم تنفيذ الإتفاق بالشكل الذي تم التوقيع عليه، فإنه سيتسبب في تراجع عرض النفط العالمي بمقدار 2٪.
كما إستفادت أسعار النفط من البداية الجيدة لتنفيذ إتفاق تخفيض الإنتاج التاريخي، الذي توصلت له منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول مع دول أخرى من خارج المنظمة، بهدف دعم الأسعار.
وكانت شركة (إس أند بي غلوبال بلاتس)، واحدة من المصادر الثانوية لبيانات إنتاج النفط التي سوف تستخدمها أوبك لتحديد مدى إمتثال الدول الاعضاء للإتفاق التاريخي الذي تم إقراره في إجتماع المنظمة الرسمي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، قد قامت بإصدار أرقامها لإنتاج كل عضو من الاعضاء لشهر كانون الثاني/يناير من العام الحالي في وقت سابق. ووفقا لهذه البيانات، فإن كل دولة عضو في أوبك، من الدول التي طلبت منها المنظمة رسمياً الخفض (بإستثناء ليبيا ونيجيريا وإيران التي تم إستثنائها من الإتفاق) قد خفضت بالفعل إنتاجها من النفط.
وحتى الأن، فإن بعض الدول لم تصل بتخفيض الإنتاج بشكل كامل للوصول إلى المستوى المتفق عليه، ومع ذلك فإن دولة واحدة فقط وهي العراق ما زالت تنتج أعلى بكثير من المستوى المتفق عليه. تشير هذه البيانات إلى أن معدل الإمتثال قد وصل إلى 94٪، وهو مؤشر إيجابي على ما يبدو نحو حل مشكلة وفرة عرض النفط في الأسواق العالمية.
وبحسب أرقام هذا الإتفاق التاريخي، فأن التخفيض الكلي لجميع الدول المشاركة في الإتفاق يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً، وإذا تم تنفيذ الإتفاق بالطريقة التي تم الإتفاق عليها، فإنه سيتسبب في تخفيض العرض العالمي بواقع 2٪.
هذا ويترقب متداولو النفط إهتماماً وثيقاً لتعليقات منتجي النفط العالمين والذين سيتواجدون مؤتمر (سيراويك) السنوي في هيوستن بولاية تكساس، بحثاً عن أدلة إضافية حول الإمتثال لإتفاق خفض الانتاج.
وتشمل الشخصيات المهمة التي ستحضر هذا الحدث والذي سيمتد لأسبوع كامل، الأمين العام لمنظمة أوبك (محمد محمد باركيندو)، ووزراء النفط في المملكة العربية السعودية وروسيا والعراق، وكذلك المديرين التنفيذيين لشركات النفط الكبرى مثل شيفرون وإكسون موبل وبريتيش بتروليوم.
وكان (باركيندو) قد قال للصحفيين يوم الاحد ان أوبك ستقرر في آيار/مايو ما إذا كانت ستمدد إتفاق تخفيض الإنتاج الذي يجمع دولاً أعضاء في المنظمة مع دول من غير الأعضاء فيها، وأضاف أن لجنة المراقبة ستجتمع يوم 25 آذار/مارس.
في مكان آخر في بوصة نايمكس، تراجعت عقود البنزين الآجلة تسليم نيسان/أبريل بمقدار 1.1 سنتا، أو 0.7٪ تقريباً، إلى 1.637 دولار للغالون الواحد، بينما تراجعت عقود زيت التدفئة بمقدار 0.9 سنتا لتتداول عند 1.584 دولار للغالون.
أما عقود الغاز الطبيعي الآجلة تسليم نيسان/أبريل فلقد قفزت بمقدار 8.6 سنتا، أو ما يعادل 3٪ تقريباً، لتتداول عند 2.914 دولار لكل مليون وحدة بريطانية حرارية، بعد ان تسببت التوقعات الجوية التي تنبأت بطقس أكثر برودة في رفع الطلب على الغاز المستخدم بكثافة للتدفئة في الولايات المتحدة.