مدريد، 12 يونيو/حزيران (إفي): على الرغم من أن عائدات تهريب المخدرات هي الأكبر، إلا أن استغلال النساء جنسيا بشكل قسري يعد الأكثر ربحية بين كافة الأنشطة الاجرامية.
ومن خلال كتابه "التهريب الجنسي: العبودية الحديثة"، يكشف الكاتب الأمريكي سيدارث كارا أن عدد القاصرات والسيدات اللاتي يجبرن على ممارسة الدعارة يتخطى المليون.
ويؤكد كارا أن "شراء" سيدة من افريقيا لا يتخطى الـ630 دولار، بينما يتكلف الاستعانة بـ"الخدمات الجنسية" للمرأة في بعض الدول أربعة دولارات فقط، فيما تدر العبودية الجنسية أكثر من 35 مليار دولار سنويا.
ولإعداد هذا الكتاب قام كارا بثلاث رحلات في عدد من دول العالم أجرى خلالها 300 مقابلة مع ضحايا الاستغلال الجنسي وذويهم ورجال قاموا بشراء سيدات، وعاملين بالمنظمات غير الحكومية اضافة إلى مالكي بيوت الدعارة.
ويكشف كارا من خلال هذا الكتاب أن نقل السيدات بشكل قسري واستغلالهن جنسيا يتفوق من حيث الربحية على جميع الأنشطة الاجرامية الأخرى، بما في ذلك تهريب المخدرات، حيث أنها لا تتطلب زراعة أو مجهودات لإعدادها، كما أنها قابلة للاستخدام لأكثر من مرة، بخلاف المخدرات.
وأقر الكاتب، في مقدمة الكتاب، بأن هذه المقابلات التي أجراها ملأت نفسه "بالحزن والألم والغضب"، كما أن هذا الشعور راوده "ازاء عدم القدرة على وصف ما شعرت به لدى النظر في أعين طفلة محطمة اجبرت على اقامة علاقة جنسية مع مئات الرجال قبل بلوغ سن الـ16 عاما".
ووفقا لتقديرات الكاتب، فإن عدد العبيد بنهاية 2006 وصل الى 28.4 مليون في جميع أنحاء العالم، من بينهم أطفال الهند الذين يعملون 16 ساعة في جمع أوراق الشاي والكثير من العمال بالولايات المتحدة، والذين يقومون بجني ثمار مثل الذرة والبصل، وهؤلاء الذين يجنون محصول الكاكاو بأيديهم في ساحل العاج والبن في كينيا وإثيوبيا وهؤلاء الذين يحرقون الحطب في افران البرازيل.
ولكن الكاتب يركز بحثه على العبودية الجنسية، حيث يؤكد من خلال الكتاب أن ما يقرب من 1.2 طفلة وشابة تعرضن للخداع والاختطاف أو تعرضن للبيع على أيدي أسرهن ليتم اجبارهن في النهاية على مزاولة الدعارة.
وأدان كارا أن القاصرات والشابات يجبرن قبل "التخلي عنهن" على اقامة علاقات جنسية مع مئات أو آلاف الرجال، وهو ما يجعلهن "العمود الفقري للنشاط الاجرامي الأكثر ربحية في العالم".
وأكد على سهولة تحديد مواقع بيوت الدعارة في الدول التي تجرم قوانينها هذا النشاط، مشيرا إلى أن ما يجده الشخص الذي يبحث عن جنس رخيص هو عبد للجنس.
وأدرج كارا من خلال هذا الكتاب العديد من الجداول التوضيحية يعكس من خلالها حجم هذه الأعمال، يؤكد من خلاله أن متوسط ثمن امرأة مستعبدة (من افريقيا 630 دولار، ومن آسيا الشرقية والمحيط الهادي 750 دولار)، بينما يصل مقابل "الخدمة الجنسية" 33 دولار في أوروبا الغربية وأربعة دولارات فقط في افريقيا.
وأشار إلى أن استغلال النساء جنسيا أدر ارباحا تخطت الـ35 مليار و500 مليون دولار في العالم 2007.
وخلص كارا إلى أن صناعة الاستعباد الجنسي لم تكن للتواجد لولا وجود طلب من جانب الذكور على الجنس المدفوع، ولكنه يلفت الانتباه الى أن قطاعا ضئيلا من الرجال هم المسئولون عن هذا الطلب، مشددا على أن بعض الرجال قاموا باللجوء الى هذا النوع من الجنس مرة واحدة في حياتهم.
ولكنه حذر من أن لجوء 0.5% من الرجال ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما الى هذا النوع من الجنس في يوم واحد، فإن هذا الأمر يتطلب وجود 1.2 مليون سيدة مستعبدة جنسيا.(إفي)