واشنطن، 16 يونيو/حزيران (إفي): أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن التسرب النفطي في خليج المكسيك "وباء" ستستمر تبعاته "شهورا وأعواما"، وعلى ضرورة مواجهته عبر تشجيع استخدام الطاقات النظيفة.
وفي خطابه الثلاثاء إلى الأمة من البيت الأبيض، تحدث أوباما عن الوضع في البئر المعطل، وكيفية تعويض المتضررين من الكارثة اقتصاديا، وكذلك تجنب وقوع حادث مشابه.
قبل ذلك بساعتين ليس أكثر، كانت حكومته قد أعلنت أن التسرب يسكب في مياه خليج المكسيك ما يتراوح بين 35 و60 ألف برميل نفط يوميا، وهو ما يزيد كثيرا عن الكم الذي كان مقدرا إلى الآن وبلغ 40 ألف برميل.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيتم التمكن "خلال الأسابيع المقبلة" من استعادة "90 بالمائة" من النفط الذي يسيل من بئر شركة "بريتش بتروليوم" المعطل.
لكنه حذر من أن الوضع الشبيه بـ"وباء"، "سنظل نحاربه لأعوام" في إشارة حربية أخرى. وأكد على أن إدارته ستحارب تبعات الكارثة "طيلة الوقت الضروري لذلك".
وذكر أن إدارته قد وفرت 30 ألف شخص وآلاف السفن وسمحت بنشر 17 ألف شخص من الحرس الوطني، لمواجهة "حصار" التسرب.
ورغم أن الخطاب بدا عسكريا بحق في العديد من أجزائه، لم يصل الأمر بأوباما إلى الذهاب بعيدا إلى وصف الشركة المسئولة، "بريتش بتروليوم"، بـ"العدو"، لكنه أوضح تماما أن الشركة مدانة "بعدم المسئولية" وسيكون عليها سداد تكالق التسرب كاملة.
وذكر أنه سيجتمع اليوم الأربعاء في البيت الأبيض مع رئيس "بريتش بتروليوم"، كارل هنريك سفانبرج. وخلال هذا الاجتماع سيعطي تعليماته بتأسيس صندوق لتعويض العمال والشركات التي تضررت اقتصاديا جراء هذا التسرب، سيدار بطريقة مستقلة.
من جانبها، ستتولى الحكومة الفيدرالية خطة على المدى الطويل لمعالجة الأضرار في خليج المكسيك، المنطقة التي أشار إلى أنها لم تكن قد تعافت بعد من آثار الإعصار كاترينا الذي ضربها عام 2006.
وسيتم إعداد هذه الخطة من جانب الولايات والسلطات المحلية وسكان الخليج، وسيتولاها القائد العام للبحرية الأمريكية راي مابوس، حاكم ولاية المسيسيبي السابق، إحدى الولايات المتضررة من التسرب.
إلى جانب ذلك، قال الرئيس الأمريكي إن على البلاد التفكير بكيفية تجنب حادث بهذه الخطورة في المستقبل.
وأشار من بين عدة وسائل إلى أنه أمر بتأجيل عمليات التنقيب العميقة الجديدة لمدة ستة أشهر، إلى جانب تشكيل لجنة وطنية لإعداد توصيات حول إجراءات أمن إضافية.
كما أعلن أوباما تعيين المدعي الفيدرالي السابق مايكل برومويتش على رأس الوكالة التي تشرف على عمليات التنقيب، والتي سيكون عليها "تأسيس هيئة تعمل مشرفة على صناعة النفط، وليس كصديقة لها".
وانتهز الرئيس الفرصة لتجديد دعوته إلى قانون جديد للطاقة بشجع على الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة والمصادر البديلة.
وأكد أن تأخر تلك الخطوة "أفضى إلى التبعات التي يراها الجميع. عندما ننظر إلى الخليج، نرى حياة كاملة مهددة بسحابة من القطران الأسود".
ويأمل البيت الأبيض من وراء هذا الخطاب في إقناع الأمريكيين بأن الرئيس يعي خطورة الوضع ولديه خطة لمواجهته.
وأشار استطلاع أجرته مؤسسة "جي إف كيه" إلى أن نسبة 52 بالمائة غير راضية عن تعامل أوباما مع القضية.
وبدأت الكارثة مع انفجار ثم غرق منصة تابعة لشركة "بريتش بتروليوم" في 20 أبريل/نيسان الماضي، مما أسفر عن مصرع 11 من العاملين بها. (إفي)