من وليام ماكلين ورانيا الجمل
دبي (رويترز) - ذكر مسؤول من إحدى الدول العربية الأربع التي قاطعت قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب أن هذه الدول أرسلت للدوحة قائمة تشمل 13 مطلبا منها إغلاق قناة الجزيرة وخفض مستوى العلاقات مع إيران.
ويبدو أن المطالب الرامية لإنهاء أسوأ أزمة خليجية عربية منذ سنوات تهدف إلى القضاء على سياسة خارجية تنتهجها قطر منذ عقدين واضطلعت فيها بدور يتجاوز بوضوح حدود قدراتها وجعلتها وسيطا للسلام غالبا في صراعات بدول إسلامية.
وأثار نهج قطر المستقل بذاته بما في ذلك تقاربها مع إيران ودعمها لجماعات إسلامية خاصة الإخوان المسلمين غضب جيران يعتبرون الإسلام السياسي خطرا يهدد أنظمة حكمهم.
وقال المسؤول لرويترز إن القائمة التي أعدتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وهي دول قطعت العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وحركة النقل مع قطر في الخامس من يونيو حزيران، تشمل كذلك مطالب بإغلاق قاعدة عسكرية تركية فيها.
ورفض وزير الدفاع التركي فكري إشيق هذا المطلب وقال إن أي دعوة لإغلاق القاعدة ستمثل تدخلا في علاقات بلاده مع الدوحة بل ولمح إلى أن تركيا قد تواصل تعزيز وجودها في قطر.
وقال إشيق "تعزيز القاعدة التركية سيكون خطوة إيجابية بالنسبة لأمن الخليج". وأضاف "إعادة تقييم اتفاقية القاعدة مع قطر ليست مطروحة".
وقال المسؤول العربي إنه يتعين على قطر أن تعلن قطع علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والأيديولوجية والطائفية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة وجماعة حزب الله اللبنانية وجبهة فتح الشام، فرع القاعدة السابق في سوريا، وأن تسلم جميع المذكورين على قوائم الإرهاب الموجودين على أراضيها.
* قطر لن تتفاوض في ظل المقاطعة
تتهم الدول الأربع قطر بتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتقرب من إيران وهو ما تنفيه الدوحة.
ولم يرد المسؤولون القطريون على طلبات بالتعقيب. لكن وزير الخارجية القطري الشيح محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال يوم الاثنين إن قطر لن تتفاوض مع الدول الأربع ما لم توقف إجراءاتها ضد الدوحة.
وذكر المسؤول أن الدول الأربع أمهلت قطر عشرة أيام لتنفيذ هذه المطالب وإلا أصبحت لاغية. ولم يخض في التفاصيل.
وقال أوليفييه جاكوب المحلل الاستراتيجي لدى شركة بتروماتريكس للاستشارات النفطية ومقرها سويسرا "المطالب قوية بدرجة تكاد تجعل حل هذا الصراع مستحيلا في الوقت الحالي".
ووصف قطريون تحدثوا لرويترز هذه المطالب بأنها غير منطقية. وقال حسيب منصور (40 عاما) الذي يعمل في شركة (أريد) للاتصالات "تخيل دولة أخرى تطالب بإغلاق سي.إن.إن".
وقال عبد الله المهندي، وهو موظف متقاعد كان يتسوق في متجر للبقالة في الدوحة صباح يوم الجمعة، إنه يتعين رفع المقاطعة قبل البدء في التفاوض لحل النزاع.
وأضاف "مطالب كثيرة في القائمة غير حقيقية أو غير منطقية، فكيف لنا أن نمتثل؟... ليس هناك عناصر من الحرس الثوري الإيراني في قطر والاتفاقية مع تركيا اتفاقية دبلوماسية قائمة منذ فترة طويلة لذا ليس لنا أن نطالبهم بالمغادرة".
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن القائمة، التي سلمتها الكويت التي تتوسط لحل النزاع، تتضمن أيضا مطالبة قطر بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول الأربع وعن منح الجنسية القطرية لمواطني هذه الدول.
وأضاف المسؤول أن قطر لا بد أن تدفع لهذه الدول تعويضات عن أي ضرر أو تكاليف تكبدتها على مدى السنوات الماضية بسبب السياسات القطرية. ومضى قائلا إن أي اتفاق بخصوص تنفيذ هذه المطالب سيخضع للمراقبة وستصدر بشأنه تقارير شهرية في السنة الأولى ثم كل ثلاثة أشهر في السنة التالية ثم تقرير سنوي لمدة عشرة أعوام.
وتساند تركيا قطر خلال الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع وأرسلت إليها أول سفينة تحمل معونات غذائية وكذلك قوة عسكرية صغيرة ومركبات مدرعة يوم الخميس بينما تحدث رئيسها رجب طيب إردوغان هاتفيا مع زعماء السعودية عن تهدئة التوتر في المنطقة.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)