من جوش سميث ومشتاق يوسفزاي
كابول (رويترز) - قالت حركة طالبان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة مفتوحة يوم الثلاثاء إن الوضع العسكري في أفغانستان "أسوأ بكثير مما تظن" وحذرته من أن إرسال المزيد من القوات سيكون تدميرا للذات.
وقال مسؤول كبير في طالبان لرويترز إن القرار النادر بمخاطبة ترامب مباشرة اتخذ ليتزامن مع المداولات التي يجريها الرئيس الأمريكي بشأن مستقبل السياسة الأمريكية في أفغانستان.
وقالت الحركة في الرسالة المطولة المكتوبة باللغة الإنجليزية "أظهرت تجارب سابقة أن إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لن ينتج عنه إلا مزيد من الدمار للجيش الأمريكي وللقدرات الاقتصادية الأمريكية".
وانتقدت طالبان من وصفتهم بأنهم "عملاء" و"قادة كاذبون وفاسدون" و"خونة بغيضون" في الحكومة الأفغانية والذين يقدمون لواشنطن "صورا وردية" مفرطة التفاؤل عن الوضع العسكري في أفغانستان.
وتسعى طالبان إلى إعادة الحكم "الإسلامي" إلى البلاد وشنت تمردا عنيفا ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب منذ أن خسرت السلطة في عملية عسكرية قادتها الولايات المتحدة في 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول. وخطط زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لهذه الهجمات من قاعدة في أفغانستان.
وقالت الرسالة "وضع الحرب في أفغانستان أسوأ كثيرا مما تظن" وأضاف أن الأمر الوحيد الذي يمنع المتمردين من السيطرة على مدن كبرى هو خشيتهم من سقوط ضحايا من المدنيين.
وطلب الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان عدة آلاف من القوات الإضافية للعمل كمستشارين لقوات الأمن الأفغانية التي تواجه صعوبات في التعامل مع الموقف.
كما دعت أصوات ذات نفوذ في الحكومة الأمريكية من بينها السناتور الجمهوري جون مكين إلى وجود عسكري أمريكي "متواصل" في أفغانستان.
وقوبلت مثل هذه الخطط بتشكك في البيت الأبيض حيث انتقد ترامب وعدد من كبار مساعديه التدخل العسكري الأمريكي وضخ المساعدات الأجنبية اللذين استمرا لسنوات.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للصحفيين يوم الاثنين إن إدارة ترامب "اقتربت جدا جدا" من اتخاذ قرار بشأن أفغانستان مشيرا إلى أن كل الخيارات مطروحة. لكن يعتقد مسؤولون أمريكيون أن الأمر قد يستغرق أسابيع لإقرار استراتيجية تتعلق بمنطقة جنوب آسيا.
وقالت طالبان لترامب "إن عددا من أعضاء الكونجرس وقادة الجيش مشعلي الحروب في أفغانستان يحثونكم لتطيلوا أمد الحرب في أفغانستان لأنهم يسعون للاحتفاظ بامتيازاتهم العسكرية".
وقال أحد مسؤولي طالبان إن بعض القادة لا يتفقون مع نشر الرسالة لأنهم يعتقدون أن الحركة على وشك أن تتمكن من إنهاء الحرب بشروطها بينما "لم يعد الأمريكيون في وضع يسمح لهم بخوض هذه الحرب التي لا تنتهي".
وقال المسؤول الأول إن طالبان مستعدة "لمناقشة كل القضايا مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام في أفغانستان" إذا انسحبت القوات الأمريكية.
وقالت الحركة في الخطاب "الجميع يفهمون الآن أن الدافع الرئيسي للحرب في أفغانستان هو احتلال أجنبي".
وأضافت "ليس لدى الأفغان نوايا سيئة حيال الأمريكيين أو أي دولة أخرى في العالم لكن إن انتهك أي طرف مقدساتهم فهم أقوياء بارعون في ضرب المعتدين وهزيمتهم".
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)