Investing.com - على مدار السنوات السابقة انتعشت صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت أمريكا طفرة اقتصادية كبيرة، ووفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية فإن الولايات المتحدة ستصبح أكبر منتج للنفط خلال الخمس سنوات القادمة.
وعن الغاز الطبيعي فإن الولايات المتحدة متصدرة قائمة أكبر الدول المنتجة للغاز في العالم، متقدمة على روسيا بفارق قليل، ولم تشهد صناعة الغاز المحلية أي تراجع مثلما حدث بصناعة النفط، وكان العقد الماضي من أكثر العقود التي ازدهرت فيها صناعة النفط بصورة ملحوظة.
وقد ساهمت صناعة النفط الصخري في توفير فرص عمل جديدة، ففي عام 2015 قدر عدد من الاقتصاديين عدد الوظائف الجديدة المضافة بالسوق الأمريكي والمتعلقة بقطاع النفط والغاز بداية من عام 2005 وحتى عام 2012 بحوالي 725 ألف وظيفة.
وأشارات البيانات المالية في عام 2016 إلى أن طفرة النفط الصخري كان لها العديد من المنافع الاقتصادية حيث أضافت 4.6 مليون وظيفة جديدة بالإضافة إلى 3.5 تريليون دولار زيادة في القيمة السوقية للأسهم، كما أن عجز الميزان التجاري الأمريكي كان سيكون أكبر بكثير وسيصل إلى مستويات قياسية إذا لم يكن هناك سبب للانخفاض الحاد في واردات النفط خلال العقد الماضي.
وعلى الرغم من أن الجميع يتحدث عن الطفرة العظيمة التي شهدتها أمريكا بسبب النفط الصخري، إلا أن هناك جانب مظلم لهذه الصناعة، حيث يوجد بعض السلبيات البيئية لعمليات التكسير مثل الزلازل وتلوث المياه وتسرب الميثان من إنتاج الغاز الطبيعي، حيث تقول "إيمي مايرز جاف" خبيرة سياسات الطاقة العالمية في مقالها بـ"فورين آفيرز"، إنه بعد الفشل في تكوين شبكة عالمية من أصدقاء منتجي النفط، اعتبرت الصين الطاقة المتجددة بطاقة مرورها للاستقلال والنمو الاقتصادي.
الهدف ليس تقليل اعتماد الصينعلى النفط والغاز من الخارج فقط، إنما تجنب وضع البلاد في موقف اقتصادي ضعيف أمام أمريكا، الأمر الذي يدعم نمو الاقتصادي الأمريكي فهو بالطبع مستفيد من تصدير الطاقة.
تطمح الصين أن تكون مصدرًا للطاقة ومنافس قوي للولايات المتحدة في هذا القطاع، الأمر الذي سيسمح للدول الأخرى فرصة لتقليل مشترياتها من الغاز والنفط الأجنبي جنبًا إلى جنب مع خفض انبعاثات الكربون.
في ظل كل هذه المتغيرات، تظل الولايات المتحدة متناقضة بشدة تجاه الطاقة النظيفة، ومن المتوقع أن يستمر التحول نحو الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء رغم المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لدعم الفحم.