- Investing.com أصبحت جزر "أوركني" التي تبعد 10 أميال عن الساحل الشمالي لأسكتلندا والتي تتميز بانخفاض الكثافة السكانية مركز بريطاني كبير في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك استخدام الهيدروجين كبديل أفضل وأنظف للوقود الأحفوري، بعد أن كان الجميع ينظر إليها على أنها مكان غير صالح للبحث عن المستقبل.
وبحسب تقرير لـ " فاينانشيال تايمز" فإن جزر "أوركني" تركز على الهيدروجين نظرا لحاجتها إلى وسيلة يتم عن طريقها تخزين الطاقة المولدة من عملية المد والجزر، والتي تنتج كهرباء أكثر مما تستطيع الشبكة المحلية استيعابه، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين المحليين والأوروبيين إلى تمويل إنتاج آلة للتحليل الكهربائي يمكن من خلالها تحويل الطاقة الفائضة إلى هيدروجين، وهذه العملية تعتمد في الأساس على استخدام التيار الكهربائي في فصل أجزاء المياه - الهيدروجين والأكسجين- .
يتم تخزين الهيدروجين الناتج من هذه العملية كغاز مضغوط، حتى يمكن استخدامه في صور خلايا وقود في وقت لاحق، وبعد ذلك يتم استخدامها كبديل للوقود الأحفوري في السفن.
ويقول "نيل كيرمودا" مدير مركز الطاقة البحرية الأوروبي، إنه من الضروري استخدام طاقة الرياح الفائضة وقدرات المد والجزر وألا نتركها بلا اي فائدة، فنحن يمكننا استخدامها في النقل والتدفئة، مشيرا إلى أن هذا المشروع مثال صغير للدور الذي يرى المتحمسون أن الهيدروجين قد يكون له دور كبير في عملية الحد من الانبعاث الكربوني العالمي.
وأضاف أنه مع زيادة توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسرعة كنسبة من حجم الكهرباء المنتج بالعالم، صارت مشكلة موازنة الإنتاج المتقطع أكثر قوة، وتخلف الهيدروجين عن تكنولوجيا البطاريات في سباق تخزين الطاقة.
من المعروف أن البطاريات ثقيلة الوزن وأنها تحتاج إلى إمدادات من الليثيوم الشحيح، بالإضافة إلى الكوبالت، الأمر الذي جعل الهيدروجين العنصر الأخف والأكثر وفرة بالعالم.
وعقب كارثة طائرة " هيندينبرج" عام 1937 زادت المخاوف من الهيدروجين كوسيلة للطاقة، إلا أن المناصرين أكدوا أنه من الممكن السيطرة على مخاطره كما هو الحال في الوقود الأحفوري، مشيرين إلى استخدام "ناسا" له كوقود للصواريخ.
ومن جانبه وصف "إيلون ماسك" مؤسس شركة "تسلا" تقنية خلايا الوقود بأنها وسيلة احتيال حمقاء، وذلك لأن فصل الهيدروجين عن الماء من خلال عملية التحليل الكهربائي يستهلك قدرا أكبر من الكهرباء عما ينتجه الهيدروجين.
سيطرت شركة "تويوتا" على معظم مبيعات سيارات خلايا الوقود، وتؤكد أنها مازالت ترى أن هذا المفهوم سيكون له دور أكبر بفضل نطاقه الأوسع وإحتمالية تزويده بالوقود أسرع من السيارات الكهربائية، أما ألمانيا فبدأت في العام الماضي إجراء عدد من التجارب لتسيير قطار يعمل بالهيدروجين بواسطة شركة "آلستوم فرانس".
والأن، يوجد مخطط تجريبي لاستبدال الميثان بالهيدروجين في شبكة الغاز المحلية في مدينة "ليدز" شمالي إنجلترا، من أجل خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن عمليات التدفئة بنحو ثلاثة أرباع ما هي عليه في الوقت الحالي.
ويرى المشككون أن هناك الكثير من العقبات من ضمنها نقص البنية الأساسية للتزود بوقود الهيدروجين، بالإضافة إلى تكاليف تخزين ونقل الغاز المرتفعة، أما المشجعون فيروا أن هذه التقنية ستكون خيارًا أفضل للنقل الثقيل من شاحنات وسفن وقطارات.