من إيريك أونستاد
لندن (رويترز) - قال مسؤول حكومي يوم الأربعاء إن إيران تضع اللمسات الأخيرة على استثمارات جديدة بنحو ملياري يورو من أوروبا في مشروعات للنحاس والصلب على الرغم من تهديدات بعقوبات أمريكية جديدة.
وقال مهدي كرباسيان نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة لرويترز إن مباحثات أولية تجري حاليا مع مستثمرين سويسريين لتطوير مهدي أباد، أحد أكبر مناجم الزنك في العالم.
وقال كرباسيان خلال مقابلة على هامش مؤتمر لقطاع الألومنيوم في لندن "لدينا تجربة(مع العقوبات) تمتد لأكثر من 35 عاما، لكنني آمل هذه المرة بأن يستمر الأوروبيون في الاستثمار.
"لدينا علاقات جيدة جدا مع أوروبا تشمل الكثير من الواردات والصادرات والاستثمار لمصلحة الشركات الأوروبية والإيرانية كليهما".
وكرباسيان هو أيضا رئيس مجلس إدارة منظمة "ايميدرو" لتنمية وتطوير المناجم والصناعات التعدينية الايرانية المملوكة للدولة.
وإيران غنية باحتياطيات معدنية تتراوح من خام الحديد إلى الذهب، كما أن لديها طاقة رخيصة. وجذب كل هذا اهتمام المستثمرين الأجانب منذ رفعت العقوبات الغربية عن طهران بموجب اتفاق نووي وقعته إيران مع ست قوى عالمية في 2015.
وأجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي، مباحثات يوم الثلاثاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سعى لإقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق من خلال معالجة المخاوف القائمة بشأن إيران.
وقالت مصادر إن بعض المستثمرين المحتملين قلقون لأسباب من بينها حالة عدم اليقين التي تكتنف العمل مع حكومة طهران، والتي من المفترض أنها تسيطر على جميع المناجم في البلاد.
* تطمينات حكومية
لكن كرباسيان قال إن طهران أكدت للمستثمرين إمكانية الاستحواذ على ملكية كاملة للمشروعات وتحويل الأرباح إلى الخارج وضمان استثماراتهم.
ووفقا لأحد المواقع الإلكترونية الحكومية، يوفر قانون الاستثمار الأجنبي في إيران الحماية من المصادرة والتأميم ويسمح للأجانب بملكية كاملة للكيانات القانونية في إيران.
وأبلغ كرباسيان المؤتمر يوم الثلاثاء أن مصهرا جديدا للألومنيوم، من المنتظر تدشينه أوائل العام المقبل، سيزيد إنتاج البلاد من المعدن بنسبة 70 بالمئة ويجعلها تحقق الاكتفاء الذاتي.
وتتولى إن.إف.سي الصينية بناء منشأة سالكو للألومنيوم البالغة قيمتها 1.2 مليار دولار وتقدم 85 بالمئة من حجم تمويل المشروع.
وقال كرباسيان إن الطاقة تمثل نحو 15 بالمئة من تكلفة إنتاج الألومنيوم في إيران بفضل وفرة احتياطيات الغاز في البلاد، بينما في دول أخرى يمكن أن تشكل الطاقة ما يتراوح بين 30 إلى 40 بالمئة من التكلفة الإجمالية.
وأضاف أن المباحثات الحالية تتعلق بمشاريع قيمتها ملياري يورو مع مستثمرين إيطاليين ونمساويين حول مصنعين للصلب، بينما يسعى مستثمرون دنمركيون لبناء منجم للنحاس. لكنه أحجم عن الكشف عن هوية المستثمرين.
وأردف قائلا "نحن نضع اللمسات الأخيرة على تلك المشروعات وهناك مفاوضات في مراحل متقدمة".
وقال كرباسيان إن إيران تسعى إلى استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في المناجم والمعادن على مدار السنوات الأربع القادمة لتحقيق أهداف التوسع الطموحة التي تشمل زيادة إنتاج الصلب 77 بالمئة إلى 55 مليون طن بحلول عام 2025.
وأضاف أن إيران، التي تسعى أيضا إلى زيادة إنتاجها من الألومنيوم إلى 1.5 مليون طن بحلول 2025، ليست لديها احتياطيات كافية من خام البوكسيت ولذا فإنها أمنت مخزونا حجمه 400 مليون طن في غينيا وتسعى لجذب مستثمرين له.
وأشار إلى أنه عقد اجتماعا يوم الثلاثاء مع رونا فيرهيد وزيرة الدولة البريطانية للتجارة وتشجيع الصادرات في مسعى لاجتذاب مستثمرين بريطانيين إلى إيران.
(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)