من أحمد غدار ورون بوسو
لندن (رويترز) - قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة إن البلاستيك سيقود، وغيره من المنتجات البتروكيماوية، الطلب العالمي على النفط حتى عام 2050، مما يقلص أثر تباطؤ استهلاك وقود السيارات.
وعلى الرغم من جهود حكومية تهدف إلى خفض التلوث وانبعاثات الكربون من النفط والغاز، تقول الوكالة التي مقرها باريس إنها تتوقع أن يدفع النمو السريع للاقتصادات الناشئة، مثل الهند والصين، الطلب على المنتجات البتروكيماوية.
وتشكل البتروكيماويات المستخلصة من لقيمي النفط والغاز المكونات الأساسية لمنتجات تتنوع من الزجاجات البلاستيكية ومنتجات التجميل والأسمدة والمتفجرات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير إن من المتوقع تباطؤ الطلب على النفط المستخدم في وسائل النقل بحلول 2025 بسبب زيادة السيارات الكهربائية والمحركات العاملة بنظام الاحتراق الأكثر اقتصادا في استهلاك الوقود، لكن ذلك ستعوضه زيادة في الطلب على الخام لتصنيع البتروكيماويات.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لرويترز "قطاع البتروكيماويات أحد النقاط الخفية في النقاش بشأن الطاقة العالمية وما من شك في أنه سيكون المحرك الرئيسي لنمو الطلب على النفط لسنوات عديدة قادمة".
ومن المتوقع أن تشكل البتروكيماويات ما يزيد عن ثلث نمو الطلب العالمي على النفط بحلول 2030 ونحو نصف نمو الطلب بحلول 2050 وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وشكل الطلب العالمي على لقيم البتروكيماويات 12 مليون برميل يوميا، أو نحو 12 بالمئة من إجمالي الطلب على النفط في 2017. ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم إلى حوالي 18 مليون برميل يوميا في 2050.
وسيأتي معظم نمو الطلب من الشرق الأوسط والصين، حيث يجري تشييد مصانع كبيرة للبتروكيماويات.
وتخطط شركات نفط مثل إكسون موبيل ورويال داتش شل للاستثمار في مصانع جديدة للبتروكيماويات خلال العقود القادمة، مراهنة على زيادة الطلب على البلاستيك في الاقتصادات الناشئة.
وقال بيرول إن منطقة الشرق الأوسط تشهد استثمار منتجين كبار للنفط مثل السعودية والكويت أيضا في مصانع كبيرة للبتروكيماويات لأنهم، في بعض الحالات، يمكنهم الحصول على المزيد من الأموال عبر تحويل النفط الخام مباشرة إلى بلاستيك بدلا من تحويله إلى منتجات نفطية مثل البنزين والديزل.
ويخضع استخدام البلاستيك للتدقيق على نحو متزايد مع تسرب نفاياته إلى المحيطات حيث تؤذي الحياة البحرية، وهو ما يحفز الكثير من الدول على فرض حظر جزئي على الأكياس البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة أو فرض ضرائب عليها.
لكن تقرير وكالة الطاقة الدولية يقول إن المساعي الحكومية لتشجيع إعادة التدوير بهدف خفض انبعاثات الكربون سيكون لها أثر طفيف على نمو البتروكيماويات.
وقالت الوكالة "على الرغم من الزيادات الكبيرة في إعادة التدوير والمساعي الجارية لكبح الاستخدام الأحادي للبلاستيك، خاصة تلك التي تقودها أوروبا واليابان وكوريا، فإن تلك المساعي ستتفوق عليها بكثير الزيادة الكبيرة في استهلاك الاقتصادات النامية للبلاستيك".
وفي أقصى تقدير لوكالة الطاقة الدولية، فإن إعادة التدوير قد تؤثر على نحو خمسة بالمئة فقط من الطلب على الكيماويات العالية القيمة.
وتعمل مصانع البتروكيماويات بشكل أساسي باستخدام منتجات النفط الخفيف مثل النفتا وغاز البترول المسال. لكن الغاز الطبيعي يصبح على نحو متزايد اللقيم المفضل، خاصة في الولايات المتحدة حيث يزيد إنتاج الغاز الصخري.
ويقول التقرير إن مشاريع البتروكيماويات ستشكل سبعة بالمئة من الزيادة في الطلب على الغاز البالغة نحو 850 مليار متر مكعب في الفترة بين 2017 و2030، وأربعة بالمئة من الزيادة المتوقعة لعام 2050.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيى)