Investing.com - ساعدت الإعفاءات التي منحتها الولايات المتحدة لثمانية دول، بمواصلة استيراد النفط الإيراني، في تخفيف حدة التوتر وحالة عدم اليقين التي كانت تهيمن على سوق النفط العالمي، في ظل الحديث عن تخطي الأسعار حاجز الـ 100 دولار للبرميل، بحسب ما جاء في تقرير موقع "أويل برايس".
خلال شهر أكتوبر الماضي، بلغت صادرات إيران من النفط حوالي 1.7 مليون برميل يوميًا، ومن غير المرجح تراجعها إلى الصفر على المدى القريب، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة، إذ أكد مصرف "جولدمان ساكس" في مذكرة أصدرها مطلع الشهر الجاري، أنه بالرغم من تمكسه بتوقعاته، إلا أن قرار السماح لبعض الدول بمواصلة استيراد النفط لا يعني أن صادرات إيران ستستقر قرب المستويات الحالية.
وأشار المصرف، إلى أن سوق النفط سيستمر في البحث عن بدائل، مع تراجع المعروض الإيراني، وفي الغالب ستخسر إيران حوالي 600 ألف برميل يوميًا من إنتاجها بحلول نهاية هذا العام، وبناءًا على ذلك، يتوقع المصرف حدوث عجز بسوق النفط العالمي خلال الربع الرابع من العام الجاري، مما يدفع الأسعار للانتعاش.
وأكد، على أهمية النظر إلى منحنى العقود الآجلة، إذ يرى محللو المصرف أن التغير في المحنى هو أهم ما يجب مراقبته خلال الجولة البيعية المقبلة، وليس التحركات قصيرة الأجل لأسعار النفط.
وتكشف الأخبار المتعلقة بالإمدادات، عن تراجع أقل من المتوقع في الإنتاج الإيراني، وزيادة الإنتاج السعودي والأمريكية، وهذا يعني انخفاض الحاجة لإضافة المزيد من براميل النفط مرتفعة التكلفة في العام المقبل 2019.
أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري، إعادة فرض العقوبات على طهران، مما أدى إلى انتشار المخاوف حول أزمة اختناق الإمدادات بالولايات المتحدة، فارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط بشكل قوي، وبلغت أسعار خام "برنت" تسليم 5 سنوات قادمة إلى 68 دولار للبرميل في سبتمبر الماضي، مقابل 57 دولار في مايو.
وهذا ما جعل المستثمرين يعتقدون أن السوق سيكون بحاجة إلى المنتجين مرتفعي التكلفة خلال الأعوام القادمة، لإضافة المزيد من البراميل، فمن المتوقع أن يبلغ المنتجين التقليدين أقصى مستويات الإنتاج، ولن يتمكنوا من تلبية الزيادة في الطلب، وبالرغم من ذلك، تراجع سعر خام "برنت" لخمس سنوات قادمة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال محللو "جولدمان ساكس" إن إعادة النظر في هذه الحركة الأخيرة، تعكس إدراك المتداولين بعدم حاجة السوق لبراميل إضافية مرتفعة التكلفة خلال السنوات القادمة، خاصة بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة عن زيادة الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري بحوالي 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري خلال أغسطس الماضي.
وأوضحت الإدارة، أن الإمدادات الصخرية ربما تنمو عند مستوى سعري معين بأكثر مما يتوقع المحللون، مشيرة إلى أن إنتاج القطاع قد فاق التوقعات خلال النصف الأول من العام الجاري، على الرغم من الحافز السعري المنخفض.
ففي النصف الأول من هذا العام، بلغ متوسط سعر خام "نايمكس" الأمريكي 65 دولار للبرميل، مع توقعات بنمو طفيف للإمدادات الصخرية، بسبب الخصومات السعرية التي اضطر المنتجون إلى تقديمها نتيجة اختناق عمليات النقل.
وقال مصرف "جولدمان ساكس" في مذكرته، إنه إذا كان بإمكان النفط الصخري أن ينمو بهذه السرعة، مع تداول خام "نايمكس" عند 60 دولار للبرميل، فإن هذا يعني أن بإمكانه مواصلة النمو سريعًا، وهذا يعني أنه سيضع الأسعار خلال السنوات القادمة تحت مزيد من الضغوط وسيدفعها إلى مستويات أقل من المتوقع.
كما أن ضخ السعودية وليبيا المزيد من النفط، سيساهم في تراجع أسعار العقود الآجلة، إذ يمكن لهذا الإنتاج منخفض التكلفة من البلدين خفض سعر البراميل الإضافية المطلوب إضافتها خلال الأعوام القادمة، حيث يرى محللو المصرف الاستثماري، أن أسعار خام "برنت" سوق ترتد بنهاية هذا العام إلى 80 دولارًا، إلا أنها ستتراجع إلى 65 دولارًا بنهاية عام 2019.