كاراكاس، 18 ديسمبر/كانون أول (إفي): نجح الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز في تحقيق مساعيه بالحصول على مجموعة من السلطات الجديدة الخاصة، وذلك قبل أيام قليلة من بدء الدورة التشريعية للبرلمان الذي أسفرت عنه الانتخابات الأخيرة، والتي ستمنحه القدرة على إصدار قوانين دون الحاجة لموافقة المجلس التشريعي حتى منتصف عام 2012 ، الذي سيشهد الانتخابات الرئاسية.
ويرى الخبراء أن السلطات الخاصة الممنوحة للرئيس الفنزيلي لمواجهة الطوارئ الناجمة عن السيول التي ضربت البلاد خلال الأسابيع الأخيرة ستساعده في زيادة شعبيته على المدى القصير وتسهل عملية تجهيز المناخ للانتخابات الرئاسية بشكل يصب في صالحه.
وقال رئيس شركة (داتاناليسيس) لاستطلاعات الرأي، خوسيه أنطونيو خيل لـ(إفي): "هذا الأمر سيساعد شافيز على المدى القصير لأنه سيجعل رسالته التي تظهره كشخص يرغب في مساعدة الجميع تبرز، وستزداد قوته أكثر لو لم تتحرك المعارضة".
ومن جانبه اعتبر المقرر السابق بجامعة فنزويلا المركزية لويس فوينمايور أن شافيز يضع عينيه على الانتخابات الرئاسية في 2012 ، حيث "سيتحكم في القوانين بشكل يسمح له بالحصول على دعم الناخبين".
وأبزر المحامي والمشرع المعارض توليو ألبارز أنه على الرغم من أن الدستور يسمح للرئيس بطلب السلطات الخاصة دون قيود إلا أن القيام بهذا الأمر في "الدقيقة الأخيرة من الدورة التشريعية يلغي وظائف البرلمان المقبل".
وطلب شافيز الحصول على السلطات الخاصة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى ضرورة هذا الأمر أمام حالة الطوارئ التي تصاحب السيول الغزيرة التي تضرب البلاد وتسببت في مصرع 40 شخصا والأضرار بحوالي 130 ألف آخرين.
وبعد الموافقة البرلمانية، يحق للرئيس الفنزويلي لرابع مرة منذ توليه السلطة في 1999 ، إصدار القوانين بالأمر المباشر دون الحاجة للبرلمان الذي سيبدأ دورته التشريعية الجديدة في 5 من الشهر المقبل، مع العلم بأن الحزب الحكومي وأنصاره لا يتمتعون بالأغلبية الكافية لإصدار القوانين.
وقال المحلل السياسي خوسيه أنطونيو خيل: "شافيز لا يعاني من مشاكل تتعلق بالخوف بل يرغب في إرهاب الآخرين لأن الدستور لا يشكل بالنسبة له أي أزمة".
واعتبر خيل أن شعبية شافيز ستقفز بشكل مؤكد، وذلك بعد أن أظهرت آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها شركته أنها الآن عند 47.7%.
وصرح المحلل: "المواطن الفنزويلي معتاد على وجود رئيس يعد ويوزع الهبات مع رؤية معارضة ضعيفة أمامه، وسيظل يؤمن بهذا الأمر حتى يتبين له مدى غوغائية الوعد بأشياء وعدم الوفاء بها".
وقال شافيز يوم الخميس أن إنشاء المساكن للمتضررين من السيول سيعتبر أهم الأولويات التي ستستخدم من أجلها السلطات الخاصة، موضحا وجود عجز في مليوني منشأة سكنية تقريبا.
ومن جانبهم، دافع أعضاء الحزب الاشتراكي الفنزويلي المتحد عن منح السلطات الخاصة لشافيز لمواجهة الموقف الحالي، حيث قال النائب خوان كارلوس أليمان لـ(إفي): "الرئيس لن يستخدم السلطات الخاصة لإصدار قوانين بعيدة عن أزمة السيول لأنه شهم ويهتم بصالح البلاد".
يذكر أن شافيز سبق له الحصول على السلطات الخاصة في 1999 لمدة ستة شهور و2000 لمدة عام و2007 لمدة ستة أشهر.
وأوضح ألبارز: "القانون الحالي الذي تم بموجبه منح شافيز السلطات الخاصة، له نفس هيئة وشكل ذلك المستخدم في المرات السابقة، لكن المشكلة أن الدستور ينص على استخدام حالة الطوارئ في أوقات الأزمات، وليس طلب الحصول على سلطات خاصة تضر بصلاحيات المجلس التشريعي".(إفي).