من أليكس لولر ورانيا الجمل
لندن (رويترز) - كشف مسح أجرته رويترز تراجع إنتاج نفط أوبك إلى أدنى مستوى في أربع سنوات في فبراير شباط، في الوقت الذي نفذت فيه السعودية، أكبر مُصدر في المنظمة، وحلفاؤها الخليجيون تخفيضات تفوق المستويات المستهدفة في اتفاق المنظمة بشأن الإمدادات في حين سجل إنتاج فنزويلا المزيد من الهبوط غير الطوعي.
يأتي الانخفاض البالغ 300 ألف برميل يوميا في الإمدادات على الرغم من انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا في تغريدة يوم الاثنين المنظمة إلى تخفيف جهودها لتعزيز الأسعار قائلا إن الأسعار "ترتفع أكثر مما ينبغي".
وبدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في الأول من فبراير شباط تخفيضات إنتاجية جديدة لتفادي تخمة قد تتسبب في تراجع في الأسعار. وتقول مصادر في أوبك إن الاتفاق سيمضي قدما على الرغم من ضغوط ترامب.
وقال مصدر في أوبك ردا على سؤال بشان تغريدة ترامب "نحن ملتزمون بالخطة".
وأظهر المسح الذي نُشرت نتائجه يوم الجمعة أن أوبك، التي تضم 14 عضوا، ضخت 30.68 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى إجمالي لإنتاج المنظمة منذ 2015 وفقا لمسوحات رويترز.
وارتفعت أسعار النفط الخام إلى 66 دولارا للبرميل بعد أن تراجعت دون 50 دولارا في ديسمبر كانون الأول، مدعومة بالتحرك السعودي وانخفاضات غير طوعية في دول أخرى أعضاء في أوبك واحتمال هبوط إمدادات فنزويلا بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على قطاع النفط بالبلاد.
واتفقت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون غير أعضاء في المنظمة، ضمن تحالف يُعرف باسم أوبك+، في ديسمبر كانون الأول على خفض الإمدادات بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يناير كانون الثاني. وتبلغ حصة أوبك من الخفض، الذي ينفذه 11 عضوا بالمنظمة، 800 ألف برميل يوميا. وإيران وليبيا وفنزويلا مستثناة من التخفيضات.
وكشف المسح أن أعضاء أوبك الأحد عشر المقيدين بالاتفاق الجديد حققوا نسبة 101 بالمئة من التخفيضات المُتعهد بها في فبراير شباط. ومن بين المنتجين الذين جرى استثناؤهم، انخفضت إمدادات فنزويلا بينما تمكنت إيران، الخاضعة أيضا لعقوبات أمريكية، من زيادة الصادرات.
وجاء أحدث اتفاق لأوبك+ بعد أشهر فقط من اتفاق المنظمة على ضخ المزيد من النفط، وهو ما أدى بدوره إلى التخفيف جزئيا من اتفاقها الأصلي لتقييد الإمدادات والذي دخل حيز التنفيذ في 2017.
*السعودية وفنزويلا
أظهر المسح أن أكبر انخفاض في الإنتاج جاء من السعودية، أكبر منتج في أوبك، والتي ضخت نفطا يقل بمقدار 130 ألف برميل يوميا عن مستوى الإنتاج في يناير كانون الثاني.
وسجل إنتاج المملكة مستوى قياسيا مرتفعا عند 11 مليون برميل يوميا في نوفمبر تشرين الثاني، بعد أن طلب ترامب ضخ المزيد من الخام للحد من تصاعد الأسعار والتعويض عن الفاقد من إيران. وغيرت أوبك والمملكة المسار مع انخفاض الأسعار بفعل احتمال حدوث فائض في الإمدادات في 2019.
وحدث ثاني أكبر انخفاض في فنزويلا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط المملوكة للدولة (بي.دي.في.إس.إيه) في يناير كانون الثاني مما تسبب في تباطؤ الصادرات. وينخفض الإنتاج في البلاد، التي كانت يوما ثالث أكبر منتج في أوبك، بالفعل منذ سنوات جراء انهيار اقتصادي.
وأظهر المسح أن الكويت والإمارات نفذتا أيضا تخفيضات أكبر من المطلوب بموجب الاتفاق، فيما خفض العراق، الذي لم يحقق امتثالا كاملا في الجولة السابقة من التخفيضات، الإمدادات مع تراجع صادراته من جنوب وشمال البلاد.
ولم يسجل الإنتاج في ليبيا تغيرا يذكر مع توقف الإنتاج في حقل الشرارة، أكبر حقل نفطي في البلاد، على مدار الشهر الماضي بسبب اضطرابات.
وتمكنت إيران من تحقيق زيادة محدودة في الإنتاج إذ رفع بعض العملاء مشترياتهم بسبب إعفاءات من العقوبات الأمريكية وفقا لبيانات ناقلات ومصادر بالقطاع.
وقلصت نيجيريا الإنتاج لكن مستواه يتجاوز المستهدف المحدد من أوبك بسبب بدء إنتاج حقل إجينا التابع لتوتال. وكشف المسح أن الكونجو والجابون، وهما منتجان أفريقيان صغيران، ضختا أيضا نفطا يزيد عن المستويات المتفق عليها.
وتقول نيجيريا إن حقل إجينا ينتج مكثفات، وهو نوع من النفط الخفيف مستثنى من تخفيضات أوبك التي تنطبق على الخام فقط.
وتضمن مسح رويترز الحقل استنادا إلى إدراج توتال (PA:TOTF) له باعتباره منتجا للخام.
ويهدف المسح إلى تتبع الإمدادات التي يجري ضخها في السوق ويستند إلى بيانات ملاحية تقدمها مصادر خارجية، وبيانات التدفقات على رفينيتيف ايكون ومعلومات تقدمها مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارات.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)