لاجوس، 15 يوليو/تموز (إفي): أعلنت جماعة "حركة تحرير دلتا النيجر" المتمردة التي تمارس نشاطها جنوب نيجيريا قرار وقف اطلاق النار بشكل احادي لمدة ستين يوما، في خطوة من شأنها تمهيد الطريق لبدء محادثات سلام مع الحكومة.
وقال بيان صادر عن الحركة الاربعاء ان وقف اطلاق النار سوف يتم البدء بتنفيذه اعتبارا من منتصف الليل، اليوم الموافق 15 من شهر يوليو/تموز، ولمدة ستين يوما.
وأبرز البيان أن القرار اتخذ عقب الافراج عن الزعيم "هنري أوكاه" القيادي بالحركة، الذي كان قد اعتقل بتهمة حيازة الاسلحة والخيانة، بعد ان قبل العفو الذي منحه اياه رئيس نيجيريا عمر يار أدوا يوم 25 من شهر يونيو/حزيران الماضي، والذي يقضي بمنح العفو للمتمردين خلال مهلة تمتد الى الرابع من شهر اكتوبر المقبل.
في سياق متصل أوضح البيان اعتزام القائمين على الحركة ارسال وفد يتألف من "ذوي المشورة من الرجال والنساء" للتفاوض مع الحكومة ورفع طلباتهم اليها، وذلك على ضوء فترة الهدوء النسبي في الوقت الحالي.
الا ان البيان اشترط قبل البدء في المفاوضات انسحاب القوات المشتركة التابعة للقوات المسلحة من منطقة جباراماتو (بالدلتا) وعودة جميع الاشخاص الذين اضطروا لهجر ديارهم.
يشار الى ان الحركة أعلنت الهدنة بعد قيامها يوم الاثنين الماضي بتنفيذ أول عملية هجوم لها خارج منطقة حقول البترول بدلتا النيجر، بالقرب من رصيف ميناء أتلاس كوفي المطل على سواحل لاجوس، وقتل فيه ثلاثة من جنود الاسطول النيجيري، فضلا عن عاملين اثنين.
ويعتبر رصيف ميناء أتلاس كوفي من النقاط الاستراتيجية الهامة حيث يتم انزال حمولة الوقود من البنزين والديزل والمحروقات الاخرى التي يتم جلبها من المصافي بجنوب شرق البلاد، كما انه يعد نقطة توزيع رئيسية للنفط الى اماكن اخرى.
وقد تفحمت جثث الضحايا الخمسة عقب قيام افراد من الحركة المتمردة بتفجير أحد خزانات النفط ومجموعة من انابيب التوزيع، وهو ما سبب ايضا خسائر مادية فادحة.
وكانت حركة النيجر قد هددت في مناسبات سابقة بتفجير منشآت بترولية خارج منطقة دلتا النيجر، حيث تطالب الحكومة بمزيد من الاستثمارات في هذه البقعة الاكثر فقرا على مستوى البلاد، الا ان هذه كانت المرة الاولى التي تنفذ فيها تهديداتها منذ أن بدات نشاطها عام 2006.
يشار الى ان حركة تحرير دلتا النيجر وجماعات مسلحة أخرى تطالب الحكومة بمزيد من الاستقلال والاستثمار في هذه المناطق الفقيرة بدلتا النيجر، وتقوم تلك الحركات بتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف خطوط انابيب الغاز والبترول ومحطات الضخ وما الى ذلك، فضلا عن عمليات الخطف التي يتعرض لها العاملون في شركات البترول الوطنية والاجنبية من قبل عناصر الحركة. (إفي)