يواصل الاقتصاد الأمريكي إظهار المزيد من المؤشرات المختلطة في الأنشطة الاقتصادية لديه، إلا أن البيانات التي صدرت عن الاقتصاد مؤخرا أشارت أن مرحلة التعافي فقدت بعضا من عزمها خلال الفترة الأخيرة، كما أن بيانات اليوم جاءت مختلطة حتى الآن لتعكس التباين في أداء الاقتصاد الأمريكي ككل.
حيث أصدرت وزارة التجارة الأمريكية اليوم تقرير طلبات البضائع المعمرة عن شهر أيلول، حيث أشار التقرير أن الطلبات ارتفعت بنسبة 3.3% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى انخفاض بنسبة -1.0% وبأفضل من التوقعات التي بلغت 2.0%، أما طلبات البضائع المعمرة والمستثنى منها المواصلات فقد انخفضت خلال الشهر نفسه بنسبة -0.8% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 1.9% وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 0.5% كارتفاع.
إنما أظهرت المؤشرات الفرعية أن طلبات البضائع الرأسمالية ارتفعت بنسبة 8.6% مقابل 0.7% خلال آب، في حين ارتفعت طلبات البضائع الرأسمالية المستعملة لأغراض غير دفاعية بنسبة 8.6% مقابل 1.0%، أما طلبات منتجات الطائرات الغير دفاعية فقد بشكل حاد أي بنسبة 105.0% مقابل انخفاض بنسبة -30.0% خلال آب.
كما أشار التقرير أن الشحنات انخفضت بنسبة -0.4% خلال أيلول مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 1.4% كانخفاض، مشيرين إلى الارتفاع في طلبات البضائع المعمرة أتى بالتزامن مع التحسن الطفيف الذي طرأ على النشاطات الاقتصادية خلال شهر، حيث أن البيانات التي صدرت عن قطاع الصناعة أو الخدمات أو المنازل أظهرت تجسنا بسيطا خلال شهر أيلول.
ولكن ذلك التحسن لا يعد دليلا واضحا على تخطي الاقتصاد جميع العقبات التي تتمثل في أوضاع التشديد الائتماني ومعدلات البطالة المرتفعة التي لا تزال تحوم حول أعلى مستوياتها منذ حوالي ربع قرن عند 9.6%، مشيرين إلى أن ذلك سيؤثر على مستويات الدخل وبالتالي على مستويات الإنفاق، مما ينعكس على نمو الاقتصاد، وذلك باعتبار أن مستويات الإنفاق لدى المستهلكين يمثل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
ولكن يجب أن لا ننسى بأن البنك الفدرالي أشار مؤخرا أن الاقتصاد الأمريكي سيواصل تعافيه خلال الفترة المقبلة ولكن ضمن وتيرة معتدلة، مضيفا من ناحيته بأنه على استعداد مد يد العون للاقتصاد في حال استدعت الحاجة فقط، مع العلم أنه ألمح بأنه قد يعلن عن برنامج تحفيزي جديد بحلول شهر تشرين الثاني وذلك لدعم النشاطات الاقتصادية في المنطقة.
كما من المتوقع عزيزي القارئ أن تستمر حالة التباطؤ في الأداء لدى الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، حيث أن الشركات الأمريكية لا تزال حذرة في مسألة توظيف أعداد جديدة، إضافة إلى مسألة صعوبة تحصيل أية قروض جديدة وسط أوضاع التشديد الائتماني، وبالتالي فإننا نعتقد أن معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي ستبقى ضئيلة خلال الربع الأخير من هذا العام...