الاقتصاديات الأوروبية تعود اليوم للأسواق بهمة عالية بعد عطلة عيد العمال، إذ ينتظر المستثمرين اليوم مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منطقة اليورو و ألمانيا و الذي من المتوقع أن تضيف مزيدا من التأكيدات على وقوع الاقتصاديات الأوروبية في ركود اقتصادي أعمق، و هذا مع ترقبنا لنتائج أعمال بعض الشركات الأوروبية العملاقة و ها هو بنك يو بي أس بدأ الجولة صباح اليوم بالإعلان عن انخفاض الأرباح خلال الربع الأول.
بدأ بنك يو بي أس السويسري العملاق بالإعلان عن تسجيله أرباحا بقيمة 827 مليون فرنك سويسري مقارنة بالقراءة السابقة التي أظهرت أرباحاً عند 1.1 مليار فرنك سويسري، و جاءت نتائج أعمال البنك دون التوقعات المتفائلة جدا عند 2 مليار فرنك سويسري، و نبقى بانتظار نتائج أعمال كلا من شركة سويس كوم و الشركة البريطانية بريتش برودكاستينغ خلال الربع الأول من العام الجاري مع توقعات بأداء غير مرضي من هذه الشركات.
تتسلط الأضواء اليوم على مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منطقة اليورو، و الذي من المتوقع أن يظهر انكماشا بوتيرة أسوا من الأشهر السابقة مع الانخفاض الحاصل في الصادرات الأوروبية وسط تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية، و هذا ما يزيد من الإشارات إلى أن الاقتصاديات الأوروبية تسير بخط مظلم للوصول إلى الركود الاقتصادي.
يتوقع أن تسجل القراءة النهائية مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منطقة اليورو خلال نيسان ثباتا عند مستويات 46.0 مقارنة بقراءة الشهر الماضي، و من ألمانيا يتوقع أن تبقى عند مستويات 46.3، و ننتظر اليوم أيضا من منطقة اليورو معدل البطالة و الذي من المتوقع أن يظهر ارتفاعا عند مستويات 10.9% من السابق 10.8%.
تواجه الاقتصاديات في منطقة اليورو العديد و العديد من الصعاب على رأسها السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها لمحاربة الارتفاع الكبير في عجز الميزانيات العامة، و هذا ما كان له التأثير السلبي على جميع النواحي الاقتصادية في منطقة اليورو ، و يرى الجميع بان هذه التخفيضات في الإنفاق العام سوف توصل المنطقة لركود اقتصادي أعمق خلال الفترة الحالية و القادمة.
من المملكة المتحدة اليوم، فأننا على موعد مع مؤشر مدراء المشتريات الخدمي و الذي من المتوقع أن يظهر تباطؤ في وتيرة نمو القطاع خلال الشهر الماضي لمستويات 54.0 من السابق 56.7، فقد بدأت ملامح الضعف تظهر على الاقتصاد الملكي إذ فاجأنا أمس بتباطؤ وتيرة نمو القطاع الصناعي بوتيرة أسوا بكثير من التوقعات التي كانت بالأصل متشائمة جدا.
سوف يبقى اهتمام المستثمرين مسلط على تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة القادمة و الذي سوف يرسم مستقبل عجلة التعافي الاقتصادي في البلاد، و هذا ما تسلط الأضواء على قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي غدا، بالإضافة للانتخابات الرئاسية المرتقبة بعطلة نهاية الأسبوع الجاري في فرنسا، و مع الانتخابات في اليونان أيضا.