الجزائر، 29 أكتوبر/تشرين أول (إفي): ندد وزير الشئون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اليوم الثلاثاء بما وصفه بـ"التهجم الإعلامي المغربي" لوكالة الأنباء المغربية (ماب) على الجزائر إثر دعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، واعتبره عملا "لا مسئول" و "غير مقبول" داعيا "الأشقاء المغربيين إلى التعقل".
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أكد في رسالة وجهها للمشاركين في الندوة الافريقية للتضامن مع القضية الصحراوية قرأها نيابة عنه وزير العدل الطيب لوح، أهمية بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية باعتبارها ضرورة ملحة "أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح لعمامرة في مؤتمر صحفي أن "خطاب رئيس الجمهورية بأبوجا والذي قرأه نيابة عنه وزير العدل يذكر بموقف الجزائر المعروف للمطالبة باحترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية من خلال وضع آلية (دولية) للمتابعة والمراقبة".
وأضاف "هذا الخطاب (خطاب رئيس الجمهورية) قد أثار على ما يبدو رد فعل من وكالة الأنباء الرسمية للملكة المغربية (ماب).. لكن يجب أن أقول أن هذا الحادث و كذا التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب سياسي مغربي والتي تعلن بشكل فاضح أطماعا توسعية تعد أمورا غير مقبولة وغير مسئولة على الإطلاق".
وقال لعمامرة في هذا السياق "كنت قد دعوت أشقائنا المغربيين إلى التعقل في الثامن من أكتوبر/تشرين أول بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية وأكدت بأننا سنلتزم بهذا التعقل من جهتنا ولكن لم نلمح للأسف منذ ذلك إشارات كبيرة عن التعقل".
وأضاف "نأمل أن تستخلص الدروس وأن يكون هذين الموقفين غير المقبولين وغير المسؤولين آخر ما نسمع من هذا النوع".
يشار إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر تشهد توترا منذ عقود بسبب قضية الصحراء الغربية.
وتدفع الجزائر عن حق الصحراويين في الاستقلال عن المغرب، وهو ما تعارضه الرباط كلية، لكنها تبدي انفتاحها على منح المنطقة حكما ذاتيا.
وأحيانا ما تدخل وسائل الاعلام في البلدين في حرب كلامية، تتبادل في السلطات المغربية والجزائرية الاتهامات.
ويعود نزاع الصحراء الغربية إلى عام 1975 عندما انسحبت القوات الإسبانية منها، وقام المغرب بضم أراضيها على الرغم من معارضة جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء شعبي، في الوقت الذي تتمسك فيه الرباط بخطة للحكم الذاتي في إطار سيادتها. (إفي)