شهدت ايام الاسبوع الماضي العديد من الأحداث المتفائلة وخصوصا فيما يتعلق بأسواق الديون الأوروبية اذ تمكنت اسبانيا ببيع سنداتها الطويلة والقصيرة الأجل في ظل المضي في تنفيذ برنامجها التمويلي لعام 2013 الذي ساهم في الحد من مخاوف الأسواق من ان تلجأ الحكومة الإسبانية من طلب المساعدة من الدول الاوربوية.
حتى الان لم تقم الحكومة الإسبانية بالطلب للحصول على المساعدات الاوروبية على الرغم الضغوط المتزايدة على حكومة ماريانو راخوي في العام الماضي الأمر الذي أدى زيادة ثقة البلاد بالقدرة على تمويل نفسها دون مساعدات خارجية.
ساهم التحسن في معنويات المسثمرين تجاه الديون التي تعاني منها اقتصاديات الدول الأوروبية بالسماح لإسبانيا لخفض تكاليف الإقتراض اذ تمكنت مدريد من الإنتهاء من 9% من احتياجات الاقتراض العام الطويل الأجل من خلال مزاديين للسندات فقط.
انخفضت تكاليف الاقتراض في اسبانيا وذلك بعد عقد مزادها للسندات الطويلة الاجل الذي جرى يوم الخميس للمرة الثانية خلال هذا العام وذلك بعدما نجحت الحكومة في مدريد ببيع سندات تستحق في 2014، 2018، 2015 ليصل مجمل بيع هذه السندات ما يقارب 4.5 مليار يورو محققة بذلك المستويات المستهدفة للمزاد.
باعت الخزينة الإسبانية سندات ذات أمد استحقاق 2015 ببيع ما مقداره 2.41 مليار يورو لتشهد الدولة انخفاض العائد الى 2.713% مقارنة مع العائد الذي دفعته الحكومة في المزاد السابق والمنعقد في 13 من شهر كانون الثاني بنسبة 3.35%، في الواقع انخفض العائد على السندات الإسبانية الطويلة الاجلة بأكثر من 2% منذ اندلاع أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو منتصف العام الماضي.
كانت عملة اليورو الحصان الفائز في السباق نحو المكاسب الأسبوعية اذ تمكنت العملة التي تتداولها 17 دولار اوروبية من الإرتفاع الى أعلى مستوياتها لها منذ شهر شباط/فبراير من عام 2012 والتي عززت من تخفيف أزمة الديون السيادية المنتشرة في معظم دول المنطقة.
توج اليورو ملكا على العملات الأخرى وذلك بعد أن استطاع بتحقيق أطول سلسلة انتصارات خلال ستة أشهر بعدما أن سجل أعلى مستوياته في أكثر من شهر الأمر الذي اعتبره رئيس وزراء مالية منطقة اليورو جون كلود يانكر تهديدا للإقتصاديات منطقة اليورو التي بدأت تظهره علامات الخروج من أزمة الديون الاوروبية المتفاقمة.
كما أكد يانكر بان قيمة اليورو مرتفعة بشكل خطير فقد ارتفعت العملة الوحدة هذا الأسبوع فوق مستوى 1.34 اما الدولار للمرة الأولى منذ فبراير/سباط من العام الماضي، مؤكدا على ان الجهود مازلات مستمرة من أجل معالجة أزمة الديون واستعادة الثقة الى الاسواق المالية الاوروبية متوقعا ان ازمة دول اليورو سوف تنتعش تدريجيا في وقت متاخر من عام 2013.
أخيرا تحسنت ثقة الاسواق والمستثمرين مع بداية هذا العام تجاه اسبانيا التي تعيش أزمة الديون منذ ثلاثة سنوات الأمر الذي أدى الى المزيد من الدعم للعملة الموحدة اليرو بعد المخاوف من تففك اليورو التي كانت تهيمن على الأسواق في العام الماضي، يجب علينا أن ننتظر ونرى إلى اي مدى يمكن أن تستمر اسبانيا بالحصول على الدعم في هذا العام.