بنك الشعب الصيني الذي يعد البنك المركزي في جمهورية الصين نوه لكون التعديلات التي سيجريها لتحرير سعر صرف اليوان أمام الدولار و التي أعلن عنها بالأمس وفقا للبيان الذي أصدره البنك علي موقعه الإليكتروني علي الإنترنت؛ سيتم علي مراحل و أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، و ذلك ضمن جهود صانعي السياسة النقدية للموازنة بين مواجهة مخاطر تسارع معدلات التضخم و حدوث فقاعه في الأصول بالإضافة للضغوط الخارجية و خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية و دعم الصادرات التي هي العصب الأول لثالث أكبر اقتصاد في العالم.
تسارع نمو معدلات التضخم في ثالث أكبر اقتصاد في العالم بصورة أكبر من التوقعات خلال شهر أيار الماضي متخطية بذلك النطاق الأمن الذي حدده الحكومة الصينية للعام الجاري عند نسبة 3% عقب الجهود الحكومية لدعم تعافي الاقتصاد من خلال الخطط التحفيزية و تسهيل عمليات الإقراض التي دعمت بشكل ملحوظ ثالث أكبر اقتصاد في العالم لمواجهة تداعيات أسوء أزمة مالية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، فقد أعلن البنك المركزي الصيني يوم أمس أنه يعتزم تعديل قيمة اليوان ليجعله أكثر مرونة ضمن سعي البنك لتحسين نظام صرف العملة الصينية، و ذلك قبل أن يشير اليوم لكون ذلك سيتم علي مراحل و أنه قد يستغرق بعض الوقت.
وسط تسارع نمو معدلات التضخم في الصين بالإضافة لتزايد مخاطر حدوث فقاعه في الأصول الشيء الذي يهدد قوة نمو أسرع الاقتصاديات العالمية نموا في العالم بالإضافة للضغوط العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية علي صانعي السياسة النقدية لتحرير سعر صرف اليوان بعد قيام الصين بربط سعر صرف اليوان بالدولار الأمريكي عند ما قيمته 6.83 يوان للدولار الواحد في شهر تموز من عام 2008 الشيء ساهم في دعم مبيعات المنتجات و الخدمات الصينية في ثاني أكبر سوق لها و هي الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الأزمة المالية، بالإضافة لإعطائها ميزة تنافسية عالميا بسبب ضعف اليوان الشيء الذي ساهم في جعل الصين تعد أكبر دولة مصدرة في العالم خلال العام الماضي متخطية بذلك ألمانيا، إلا أنه علي الصعيد الأخر يخل بالميزان التجاري لمصلحة الصين علي حساب شركائها التجاريين.
بدأ البنك المركزي الصيني يفكر جديا في تحرير سعر صرف اليوان بوتيرة ملائمة خاصة بعد تسارع نمو الاقتصاد الصيني بشكل ملحوظ خلال الربع الأول بتحقيقه نمو بنسبة 11.7% علي المستوي السنوي ليزيد هذا من الضغوط العالمية و خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الشيء الذي جعل الرئيس الصيني هو جينتاو يشير خلال الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع الشهر الجاري يشير لكون تعديل سعر صرف اليوان سيتم وفقا لما يناسب المصالح الصينية.
أشار البنك المركزي الصيني اليوم إلي أنه ليس هناك ما يستدعي في الفترة الحالية القيام بتغيرات كبيرة في سعر صرف اليوان، موضحا أنه سيعمل علي الإبقاء علي سعر صرف اليوان عند مستويات معقولة و متوازنة تساهم في ضمان الاستقرار الاقتصادي و تدعم العمل علي إعادة هيكلة الاقتصاد الصيني، كما أشار صانعي السياسة النقدية لدي البنك إلي أنه سيتم الاعتماد علي سلة من العملات الأجنبية متضمنة الدولار الأمريكي لتحديد سعر صرف اليوان، مؤكدين أن السلطات الصينية ستستمر في فرض رقابتها علي تسعير العملة الصينية "الرينمنبي".
كل من الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي رحبوا باعتزام الصين لتحرير سعر صرف اليوان، حيث نوه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكون تلك الخطوة قد تساعد في حماية الانتعاش العالمي، في حين أشارت المفوضية الأوروبية لكون تعديل سعر صرف اليوان برفع قيمته سيخدم الاقتصادي الصيني و العالمي، الجدير بالذكر أن بيان البنك المركزي الصيني قد نوه بالأمس لكون حجم التبادل التجاري الصيني مع المنطقة الأوربية يقدر بنسبة 16.3% من حجم التبادل التجاري للصين في حين يقدر حجم التبادل التجاري للصين مع الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 12.9%.
نوه بعض المحللين لكونهم يتوقعوا ارتفاع قيمته اليوان بنسبة 0.2% أمام الدولار إلي ما قيمته 6.815 اليوم و بنسبة 0.4% خلال الأسبوع الجاري، خاصة بعد أن إعلان البنك المركزي الصيني أنه سيسمح بالتغير في سعر صرف الرينمنبي الصيني أمام الدولار بحد أقصي 0.5% يوميا، و ذلك قبيل قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد في 26-27 من الشهر الجاري في مدينة تورنتو بكندا.