من كليمنت أويرينجيامانا
كيجالي (رويترز) - أظهرت النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية في رواندا يوم السبت أن الرئيس بول كاجامي حقق فوزا ساحقا ليحصل على فترة ثالثة في السلطة التي أمضى فيها حتى الآن 17 عاما.
وحظي كاجامي بإشادة دولية لدوره في التعافي الاقتصادي السريع في رواندا التي شهدت إبادة جماعية عام 1994 راح ضحيتها نحو 800 ألف شخص من التوتسي والهوتو.
لكنه واجه أيضا إدانات متزايدة بسبب ما يراه منتقدوه وجماعات حقوقية انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وتكميما لوسائل الإعلام المستقلة وقمعا للمعارضة السياسية.
ووفقا للجنة الانتخابات الوطنية فإن كاجامي، البالغ من العمر 59 عاما والذي كان زعيما سابقا للمتمردين، فاز بنسبة 98.63 بالمئة بعد الانتهاء من فرز كل الأصوات في الاقتراع الذي جرى يوم الجمعة.
وأضافت اللجنة أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 96.42 في المئة في بلد يبلغ عدد سكانه 12 مليون نسمة. وخاض مرشح معارض واحد هو فرانك هابينيزا الانتخابات ضد كاجامي فضلا عن مرشح مستقل.
وقال كاجامي إنه سيعمل على الحفاظ على النمو الاقتصادي في بلاده.
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون على الهواء "تلك سبع سنوات أخرى للاهتمام بالقضايا التي تؤثر على أبناء رواندا ولضمان أن نصبح مواطنين حقيقيين يشهدون نموا" اقتصاديا.
وشهدت فترة حكمه مقتل معارضين بعد فرارهم للخارج في قضايا لا تزال عالقة. وتنفي الحكومة أي دور لها.
ومنع كاجامي، الذي قاد مقاتلي التوتسي ودخل بهم إلى رواندا لإنهاء الإبادة الجماعية عام 1994، استخدام المصطلحات القبلية بعدما أصبح رئيسا.
وفاز بآخر انتخابات في 2010 بنسبة 93 في المئة من الأصوات وأعلن خلال حملته لفترة أخرى مدتها سبع سنوات أنه يتوقع مجددا الفوز بأغلبية مطلقة.
وكان هابينيزا، الذي حصل حتى الآن على 0.47 في المئة من الأصوات، قد تعهد بإنشاء محكمة لإعادة محاكمة المعارضين الذين يتردد أن إدانتهم أمام محاكم رواندية لها دوافع سياسية.
وبعد التصويت قال هابينيزا إن بعض المراقبين التابعين لحزبه منعوا من ممارسة عملهم لكن اتهاماته لم تصل إلى حد التلاعب.
وأضاف في مؤتمر صحفي قبل أن يهنئ كاجامي بالفوز "أرسلنا أكثر من 500 مراقب وجرى منع بعضهم من الدخول. وعندما بدأ فرز الأصوات لم يسمحوا لبعض المراقبين بالدخول".
وقال تشارلز مونيانيزا السكرتير التنفيذي للجنة الانتخابات الوطنية إن اللجنة لم تتلق أي شكاوى.
وقال جون هابيمانا الذي يملك حانة في العاصمة كيجالي إن بعض الناخبين احتفلوا بنتائج الانتخابات في الساعات الأولى من صباح السبت.
وأضاف "الليلة الماضية كانت رائعة. الناس ظلوا يتوافدون حتى أن حانتي كان بها أكثر من 200 شخص. عادة ما يأتي 100 شخص في الأيام العادية. كانوا جميعا يحتفلون. غادرت في الثانية صباحا لكنهم كانوا لا يزالون يرقصون وكان آخرون يتوافدون".
وأبدى سكان آخرون قدرا أقل من السعادة.
وقال رجل في كيجالي طلب عدم ذكر اسمه "بالنسبة لي، أعتبر تلك الانتخابات سباق رجل واحد. لم أذهب للإدلاء بصوتي".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)