من كاي جونسون ودرازين يورجيتش
إسلام أباد (رويترز) - نفى الزعيم الباكستاني المعارض عمران خان يوم الأحد اتهامات بأن خططه الرامية لإغلاق عاصمة البلاد من شأنها أن تقود لانقلاب عسكري وقال إن رئيس الوزراء نواز شريف "لا يمكنه الاختباء وراء ديمقراطية في خطر" كي يتمكن من قمع الاحتجاجات.
وتعهد خان - وهو لاعب كريكت سابق - باحتجاج مليوني يوم الأربعاء هدفه شل حركة الحكومة وإجبار شريف على الاستقالة أو السماح بإجراء تحقيق في ما كشفت عنه "أوراق بنما" بشأن ثروة أسرته في الخارج.
واتهم حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف حزب حركة الإنصاف الذي يقوده خان بتعريض الديمقراطية للخطر من خلال محاولة اجتذاب الجيش الباكستاني القوي إلى صراع سياسي. وهذه قضية حساسة في بلاد قام فيها الجيش بانقلابات عسكرية من قبل.
وأجرت رويترز مقابلة مع خان في منزله على تلال مطلة على إسلام أباد حيث يقول إن الشرطة تفرض عليه إقامة جبرية فعلية بعد أن منعت سلطات العاصمة تنظيم تجمعات عامة قبيل الاحتجاجات المزمع تنظيمها يوم الأربعاء. واعتقلت السلطات العشرات من حزب حركة الإنصاف.
ونفى خان المزاعم بأنه يريد أن يطيح الجيش بشريف مثلما فعل حينما كان شريف في السلطة في تسعينيات القرن الماضي وقال إن الاحتجاجات إنما تهدف لتحميل رئيس الوزراء المسؤولية عن الفساد المزعوم.
وقال خان "كيف يمكن لديمقراطي أن يريد من الجيش التدخل؟.. ينبغي عليه الإجابة.. لا يمكنه الاختباء وراء ديمقراطية في خطر."
ورفض الجيش الباكستاني مرارا التعليق على الاحتجاجات المزمعة.
وساءت العلاقات بين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف والجيش في وقت سابق هذا الشهر بعد تقرير صحفي بشأن اجتماع رفيع المستوى بشأن الأمن الوطني أغضب الجيش. وهو ما أدى إلى عزل واحد من أعضاء حكومة شريف ألقيت عليه اللائمة في تسريب نبأ الاجتماع.
وأدى توتر العلاقات وكذا الخلاف بين شريف وخان إلى حالة من عدم الارتياح وإلى تحذيرات في افتتاحيات الصحف بأن السقوط في فوضى الشوارع من شأنه أن يؤدي لتدخل عسكري.
وكتب وزير التخطيط في حكومة شريف وهو من أقرب حلفائه في صحيفة ذا نيوز الناطقة بالإنجليزية قائلا إن خان "يريد إخراج الديمقراطية عن مسارها لتحقيق مكاسب شخصية".
ويضيف هذا الهجوم إلى الشكوك الموجودة منذ زمن بعيد عند أنصار حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف بأن الجيش يستخدم خان في صراع على السلطة مع الحكومة المدنية. وكانت الحكومة قد تنازلت عن إدارة قضايا سياسية رئيسية مثل العلاقات مع الهند وباكستان للجيش.
وقال خان "أنا لا أحتاج للجيش.. أنا أفعل ما ينبغي أن تفعله المعارضة. فضح الفساد وفضح خرق قانون الأراضي.. هذا لا يعني أنني أطلب من الجيش التدخل."
وأضاف أن من يهدد الديمقراطية هو الفساد لا الاحتجاجات.
وتابع قوله "حينما يأتي الناس للسلطة وينهبون البلاد.. فإنهم يضعفون النظام الديمقراطي لأن الناس تفقد ثقتها في الديمقراطية.. وحينما يتدخل الجيش يستقبلونه بالحلوى."
وحمل خان شريف مسؤولية التوترات الأخيرة بين الحكومة والجيش قائلا إن حلفاء شريف سربوا تفاصيل الاجتماع الأمني لصحيفة دون.
وقال "لقد أفسدوا الأمر.. لقد أهانوا الجيش.. لقد فضحوا الجيش.. لقد سخروا من الجيش بسبب (تسريب صحيفة دون) - وما شأننا نحن بهذا؟"
وأفاد تقرير لصحيفة دون نشر في السادس من أكتوبر تشرين الأول بأن ساسة من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف واجهوا مسؤولين كبارا في الجيش ودعوا الجيش لعدم التدخل إذا حاولت السلطات المدنية اعتقال أعضاء من الجماعات المتشددة المعادية للهند مثل جيش محمد وعسكر طيبة.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)