موسكو/ بيروت (رويترز) - قالت روسيا يوم الاثنين إن الجيش السوري يجب أن يكون القوة الوحيدة على الحدود الجنوبية لبلاده مع الأردن وإسرائيل بعدما حذرت واشنطن من اتخاذ "إجراءات صارمة" ضد انتهاكات الهدنة في تلك المنطقة.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق جنوب غرب سوريا واقعة على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل بينما تسيطر قوات الجيش السوري وفصائل مدعومة من إيران على منطقة أخرى قريبة منها.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تقارير عن شن هجوم وشيك للجيش السوري في إحدى "مناطق عدم التصعيد" في جنوب غرب سوريا وحذرت دمشق من أنها سترد على الانتهاكات.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين "ينبغي أن ينفذ انسحاب كل القوى غير السورية على أساس متبادل بالطبع إذ يجب أن يكون لهذا الطريق اتجاهان".
وأضاف "ونتيجة هذا العمل الذي يتعين أن يستمر والمستمر بالفعل... يجب أن يكون ممثلو جيش الجمهورية العربية السورية على حدود سوريا مع إسرائيل".
وقال الأردن يوم الاثنين إنه ناقش مسألة جنوب سوريا مع واشنطن وموسكو وإن الأطراف الثلاثة اتفقت على الحاجة إلى الإبقاء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي سمح بانخفاض وتيرة العنف منذ التوصل إليه العام الماضي.
وحذرت إسرائيل من توسع النفوذ الإيراني في الصراع الدائر منذ سبعة أعوام ودعت يوم الاثنين إلى حرمان غريمتها اللدود إيران من أي وجود عسكري في سوريا. كما طالبت واشنطن طهران بسحب كل القوات العاملة تحت إمرتها من سوريا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكتلته في البرلمان يوم الاثنين "نعتقد أنه لا مجال لأي وجود عسكري إيراني في أي مكان في سوريا".
ومن المقرر أن يلتقي أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو يوم الخميس.
وهذا الشهر قالت إسرائيل إنها شنت ضربات جوية مكثفة داخل الأراضي السورية بعد قولها إن صاروخا إيرانيا انطلق من جنوب سوريا مستهدفا الجولان.
وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير أن حكومة نتنياهو لن تعتبر خروج القوات الإيرانية من منطقة الحدود كافيا.
وقال تشاجاي تسوريل المدير العام للمخابرات الإسرائيلية لرويترز "عندما تنظر في أنظمة الأسلحة المتقدمة التي يريد الإيرانيون نشرها في سوريا، ومنها صواريخ أرض أرض وأنظمة مضادة للطائرات، يصبح الأمر واضحا بأنه يتعين منعهم من القيام بذلك في كل أنحاء سوريا وليس فقط في منطقة على بعد محدد من الحدود الإسرائيلية".
وتوسطت موسكو الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد في إقامة مناطق عدم تصعيد العام الماضي في جيوب للمعارضة. ومع ذلك فإن القتال اندلع في بعض تلك المناطق. وبدعم من روسيا وإيران شن الجيش السوري هجوما على الغوطة الشرقية واستعاد السيطرة عليها في أبريل نيسان.
ويعيش في المنطقة الواقعة في جنوب غرب سوريا عشرات الآلاف من الأشخاص مما يشكل معقلا للمعارضة.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تحركات للجيش السوري في الجنوب وقالت وسائل إعلام رسمية إنه تم إسقاط منشورات على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة هناك تحثهم على القبول بحكم الدولة وذلك في إشارتين لاحتمال شن هجوم عسكري.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)