القاهرة، أول سبتمبر/أيلول (إفي): تستضيف العاصمة الفرنسية باريس مساء اليوم مؤتمر (أصدقاء ليبيا) بهدف توفير الدعم للمجلس الوطني الانتقالي الليبي والذي يستعد لتولي كامل السلطة في البلد العربي.
ويعقد مؤتمر باريس برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي شاركت بلاده في العمليات العسكرية والسياسية لدعم المجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل.
وكانت فرنسا من أولى الدول التي اعترفت بالمجلس الانتقالي باعتباره "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي" واعتبرته فيما بعد صاحب "السلطة الحكومية في ليبيا".
ويحضر المؤتمر ممثلو 60 دولة إلى جانب الأمناء العامين لكل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، في محاولة منهم لوضع استراتيجية مع المجلس الانتقالي تقود إلى تحول سياسي وإعادة إعمار ليبيا.
كما سيحضره (مجموعة الاتصال) الدول التي شاركت في الحملة الليبية التي بدأت في مارس/آذار الماضي كقطر والإمارات، فضلا عن مشاركة عدد من الدول العربية بوفود رفيعة من بينها البحرين والأردن والمغرب وتونس ومصر ولبنان ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وترسل تركيا ممثلا على مستوى وزير الخارجية، بيد أن روسيا التي انتقدت مع الصين العمليات العسكرية في ليبيا سترسل ممثلا رفيع المستوى في حين أعلنت بكين إرسال نائب وزير بصفة مراقب.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم اعتراف موسكو رسميا بشرعية المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كما أشادت ببرنامجه الإصلاحي الذي يتضمن "صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة جديدة".
ويأتي إعلان بكين وموسكو بعد أن تقدم الثوار الليبيون بقائمة الدول التي سيتم معها إبرام صفقات البترول على حسب حجم الدعم الذي قدمته تلك الدول للمجلس الوطني الانتقالي.
يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أعلن اليوم أن باريس حصلت على موافقة دولية للإفراج عن 1.5 مليار يورو من الأصول الليبية المجمدة وتسليمها للمجلس الانتقالي، كي يتمكن من إعادة الإعمار.
وينتظر أن يوافق الاتحاد الأوروبي اليوم، قبل بدء الاجتماع، على رفع العقوبات المفروضة منذ أشهر على 30 شركة نفطية وميناء في ليبيا.
وتقدر قيمة الأصول الليبية في الخارج بنحو 150 مليار دولار معظمها مجمدة من جانب الأمم المتحدة، فيما تجري حاليا تحركات للإفراج عن نحو خمسة مليارات دولار.
وتقوم الأمم المتحدة التي ستشارك في مؤتمر باريس ممثلة في الأمين العام بان كي مون باتخاذ خطوات لتحرير مليارات الدولارات من أصول ليبيا للمساعدة في تمويل عملية الإصلاح والتحول التي يقوم بها المجلس الوطني.
ويقول المنظمون أن المؤتمر يهدف أيضا إلى دراسة كافة السبل "لمساعدة ودعم السلطات الليبية المقبلة"، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه المجلس الانتقالي للحصول على أموال لإحكام سيطرته على البلاد وتوفير الخدمات الأساسية.
ويتوقع أن ترفع الأمم المتحدة الحظر على صادرات النفط الليبية وغيرها من السلع الأخرى خلال الأيام المقبلة.
ومن جانبه، تعهد المجلس الانتقالي بإعادة النظر في الدستور وإجراء انتخابات سريعة بالإضافة إلى إنشاء نظام ديمقراطي في ظل سيادة القانون، معربا عن احتياجه للأموال لتنفيذ تلك الإجراءات.
يذكر أن الثوار نجحوا في دخول طرابلس الأسبوع الماضي دون مقاومة كبيرة واقتحموا باب العزيزية مقر إقامة القذافي الذي لم يزل مصيره مجهولا.
فيما يكثف حلف شمال الأطلسي (ناتو) من هجماته على المناطق الوسطى الساحلية في ليبيا حيث تتمركز كتائب العقيد معمر القذافي وحيث يعتقد الثوار الليبيون أنه يختبئ. (إفي)