شهدت المنطقة العربية الكثير من الثورات التى كانت أولى مطالبها العدل السياسى، ولكن تلك الثورات أثرت على القطاع السياحى الأردنى، فقد تكبدت خسائر كبيرة، وهو ما تسبب في انخفاض في إيرادات الدولة وتراجع في العملات الصعبة، هذا وقد نوهت وزارة السياحة بقيمة الإنخفاض.
وتعتبر السياحة المصدر الثاني للعملات الأجنبية بالأردن بعد الحوالات المصرفية من عشرات آلاف الأردنيين العاملين بالخارج وخاصة دول الخليج العربي.
وأظهرت الوزارة عن انخفاض الدخل السياحي بنسبة 15.9% بين يناير/ كانون الثاني وتموز/ يوليو الماضيين بواقع 1.18 مليار دينار (1.6 مليار دولار) مقابل 1.4 مليار دينار (ملياري دولار) للفترة نفسها من عام 2010، وانخفض عدد زوار المملكة لنفس الفترة بنسبة 18.3% مقارنة مع العام الماضي ليبلغ 3.9 مليون سائح هذا العام مقابل 4.8 مليون العام الماضى.
ووقعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية في عمان 5 اتفاقيات منح بقيمة 359.3 مليون دولار مقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمن برنامج المساعدات الأمريكية الاقتصادية الإعتيادية للأردن للعام 2011، وذلك لدعم الموازنة وقطاعات التعليم والصحة وتعزيز النمو الإقتصادي والفرص الإقتصادية والحاكمية.
وذكر شاهر حمدان رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الاردنية لوكالة فرانس برس ان "عائد المكاتب السياحية انخفض بشكل كبير حتي الآن بنسبة قد تصل 90% مقارنة مع العام الماضي"، وأضاف ان "الربيع العربي ووضع منطقة الشرق الاوسط علي وجه الخصوص اثر بشكل سلبي علي واقع السياحة في الأردن".
هذا وقد اعتبر حمدان أن لدى الأردن مقدرات سياحية هائلة "لو كانت لدى أي دولة أخرى بالعالم قد تكون الدولة الأولى في العالم سياحيا"، وعن الوضع العام المقبل، بين أن الحجوزات السياحية لعام 2012 قليلة جدا رغم جهود كبيرة تبذل للترويج السياحي، مشيرا إلى أن الحجوزات الحالية لا تشكل 10% من حجوزات العام الماضي، ولم يستبعد إغلاق بعض المكاتب وتسريح بعض موظفيها إن استمر الوضع بما هو عليه الآن.
ومن جهته قال نايف الفايز مدير عام هيئة تنشيط السياحة لوكالة الصحافة الفرنسية "لا شك ان الربيع العربي اثر سلبا على السياحة في الاردن"، ويتابع قائلٌا ويقول "رغم ان الوضع في الاردن مستقر وآمن، هناك اعتقاد خاطىء في الخارج بأن ما يحصل في الاردن من مظاهرات سلمية شبيه بما يحصل في المنطقة وهو مخالف للواقع تماما".
وذكر مسؤول بأحد كبرى فنادق عمان أن أغلب المجموعات السياحية التي كانت تأتي من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وكان يتم استقبال مجموعتين أو ثلاث منها شهريا بالفندق لم يتم استقبال أي منها منذ نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي.