طهران، 18 أبريل/نيسان (إفي): طالبت إيران في ختام مؤتمر نزع السلاح النووي النووي اليوم بانضمام إسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنها "القوة النووية الوحيدة" في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، ان "إخلاء الشرق الاوسط من الأسلحة النووية يتطلب توقيع الكيان الصهيوني على معاهدة حظر الانتشار النووي".
ومن شأن توقيع تل أبيب على هذه الاتفاقية، أن يلزم اسرائيل، بفتح منشآتها النووية للتفتيش وإشراف الوكالة الدولية.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه وزراء خارجية ونواب وزراء 14 دولة بالإضافة إلى ممثلين وخبراء من 45 دولة، اتهمت إيران الولايات المتحدة ومنظمات دولية أخرى باستخدام سياسة الكيل بمكيالين.
وأشار البيان الختامي إلى تعبير المشاركين عن مخاوفهم إزاء وجود أسلحة الدمار الشامل واستخدامها والتهديد بها.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تعتزم اقتراح مراجعة عدد من البروتوكولات في معاهدة حظر الإنتشار النووي خلال الاجتماع المزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل.
وأشار متقي إلى أنه يعتزم تقديم نتائج المؤتمر الدولي لحظر الانتشار النووي الذي أقيم بالعاصمة الإيرانية خلال الاجتماع المقرر إقامته في الولايات المتحدة.
وقال ان "من بين النقاط التي تم الاتفاق عليها بمؤتمر طهران، طلب إعادة النظر في معاهدة حظر الانتشار النووي خلال الاجتماع الذي سيعقد في غضون شهر بالولايات المتحدة".
وأضاف "سنركز على المادة ستة المسكوت عنها بالمعاهدة، التي تحث الدول على نزع السلاح النووي"، نافيا في الوقت نفسه أن يكون انعقاد المؤتمر الذي احتضنته طهران يومي السبت والأحد تحت شعار "الطاقة النووية من حق الجميع والأسلحة النووية ليست من حق أحد"، ردا على مؤتمر الأمن النووي الذي عقد مؤخرا في واشنطن.
وتابع ان "المؤتمر ليس مشروعا ضد مشروع آخر ولكنه دعوة عامة للضمائر المتيقظة في العالم للوفاء بالتزاماتها. انطلق قطار مؤتمر طهران لنزع السلاح النووي، قد يواجه عدد من العقبات، ولكن لن يتم القضاء على إرادة الشعوب".
وأشار متقي في الوقت نفسه إلى اجتماع مجموعة "5+1" الذي سيعقد غدا الاثنين لبحث إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب الشكوك المثارة حول برنامجها النووي.
وقال "نحن لا نعارض عقد اي اجتماع، ولكن ندعو لاتخاذ قرارت منطقية وعدم تكرار أخطاء الماضي"، مشددا أن بلاده لا تزال تعتقد بإمكانية تبادل الوقود النووي مع الغرب طالما سيتم احترام حقوق إيران ويصبح "التوصل الى اتفاق وتنفيذه في غضون إسبوعين" أمرا ممكنا.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد اتهم في بداية انعقاد المؤتمر، الولايات المتحدة بالتسبب في انتشار الأسلحة النووية في العالم، وطالب بخروجها من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واقترح أحمدي نجاد إنشاء مجموعة من الدول "المستقلة وذات السلطات الشاملة للإشراف على نزع السلاح النووي" في العالم، بعد أن طالب بمراجعة بعض بنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وإصلاح مجلس الأمن، معتبرا أن حق الفيتو "يجهض مهمة إنقاذ السلام في العالم".
وصرح أحمدي نجاد ان "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة النووية وتهدد بتكرار الأمر"، في إشارة إلى قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف الرئيس الإيراني ان "استخدام الأسلحة النووية هو السبب الرئيسي وراء سباق التسليح النووي. هؤلاء الذين يمتلكون السلاح النووي هم الذين يشجعون الآخرين على نشره"، منتقدا امتلاك الجيش الأمريكي في مخازنه "نصف الرؤوس النووية في العالم بأكمله"، فضلا عن تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بـ"200 رأس نووي والتهديد باستخدامها".
واتهم نجاد الإدارة الأمريكية وبعض القوى الدولية بالتلاعب بالوكالة الدولية، التي وصفها بأنها ذات "وجهين"، مؤكدا فشلها في مهمة "نزع السلاح النووي من البلاد التي تمتلكها".
وفي سياق متصل، قال مدير معهد الأمن العالمي، جوناثان جرانوف، أنه يتعين على إيران تغيير سياسيتها إذا كانت ترغب في كسب ثقة المجتمع الدولي تجاه برنامجها النووي.
وبرغم تأكيد جرانوف في مؤتمر نزع السلاح النووي على حق الجمهورية الإسلامية في تطوير الطاقة النووية، الا انه أعرب عن شكوكه حول جدوى هذا الطموح، معتبرا أن "الطاقة النووية ليست المستقبل، لان المستقبل يتوقف على أشياء جديدة".
وقال في تصريحات لـ(إفي): "يطالب المجتمع الدولي إيران بإظهار الدليل على الطبيعة السلمية لأنشطتها، وتؤكد السلطات الإيرانية إنها قدمت بالفعل ما يدل على ذلك، وهو ما تشعر الأمم المتحدة بانه لم يتحقق. ربما هناك حاجة لتغيير السياسات".
وشدد جرانوف أيضا على ضرورة توضيح طهران ما إذا كان لبرنامجها النووي ما يبرره من الناحية الاقتصادية، في الوقت الذي أشاد فيه بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي لوصف الأخير لاستخدام الأسلحة النووية بالخطيئة.
وقال "اعتقد انه يتعين صدور تصريحات مماثلة عن زعماء الأديان الأخرى".
من جانبها، دافعت الخبيرة في العلوم السياسية الإيرانية، الهام امين زاده عن جدوى المؤتمر برغم انخفاض مستوى تمثيل الوفود المشاركة، واعتبرت ان "الرسالة التي نقلت الى العالم" كانت أهم انجازات اللقاء.
وأشارت إلى وجود رأيين في العالم حول الأسلحة النووية،أحدهما خاص بالدول التي تمتلك هذه الأسلحة وترغب في الاحتفاظ بها، وآخر خاص بالشعوب التي ترغب في التخلص منها مثل إيران.
وانتقدت الخبيرة الإيرانية كذلك اقتراح التخلص من الأسلحة النووية بشكل تدريجي، وأكدت انها "يجب أن تختفي في وقت واحد".(إفي)