الجزائر، 15 يونيو/حزيران (إفي): أعرب رئيس مجلس الشيوخ الإسباني خابيير روخو اليوم عن شكر بلاده وتقديرها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من أجل التعاون والدعم الذي تقدمه بلاده في إطار الحرب على الإرهاب، مؤكدا رغبة إسبانيا في دعم العلاقات الثنائية مع الجزائر وكافة دول المغرب، خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مطلع العام القادم.
واستقبل بوتفليقة، المسئول الإسباني الذي وصل للجزائر الأحد في زيارة رسمية، بدعوة من نظيره الجزائري عبدالقادر بن صلاح لبحث عدد من القضايا الثنائية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى مقابلات مع كبار المسئولين.
وجرى الاجتماع وسط أجواء من الود والتفاهم، حيث قام روخو بتهنئة الرئيس الجزائري بإعادة انتخابه، مؤكدا أن هذا من شأنه العمل على الحفاظ على استقرار الأوضاع في المنطقة، كما أكد له رغبة إسبانيا في رفع مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي في النصف الأول من 2010.
كما اتفق الجانبان على تعزيز العمل المشترك بين الشمال والجنوب من خلال مجموعة (5+5)، وفي إطار البحر المتوسط وتفعيل اتفاقية الشراكة والتعاون الثنائية، بالإضافة إلى العمل على تذليل العقبات أمام انعقاد اجتماع كبار المسئولين من الجانبين، والمتعثر بسبب بعض القضايا المعلقة في مجال الطاقة.
جدير بالذكر أن الخلافات بين شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية للمحروقات وبعض الشركات الإسبانية مثل ريبسول، حول عقود الغاز في منطقة حقول قاسي طويل أدت في الآونة الأخيرة إلى تعطيل اجتماع كبار المسئولين من الجانبين.
وأعرب الجانبان عن أملهما أن تسهم زيارة وزير الصناعة ميجل سباستيان للجزائر وزيارة وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لمدريد في الفترة المقبلة في تذليل العقبات أمام اجتماع كبار المسئولين.
يشار إلى أن الجزائر وإسبانيا وقعتا عام 2002 اتفاقية الصداقة الثنائية، التي تنص على انعقاد لجنة كبار المسئولين بين البلدين على مستوى رؤساء الحكومات مع مشاركة بعض الوزراء من البلدين بالتبادل.
وكان أخر اجتماع قد عقد في ديسمبر/كانون أول عام 2006 في الجزائر، وينتظر أن يعقد الاجتماع القادم في مدريد.
وتطرقت المحادثات بين الجانبين لقضية الهجرة، حيث أكد روخو التزام إسبانيا بمحاربة مافيا تجار البشر.
كما اعترف المسئول الإسباني بمدى تعقيد قضية صراع الصحراء، ولكنه أكد التزام إسبانيا بقرارات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أهمية الحوار من أجل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
ويرافق روخو وفد يضم عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الإسباني، من بينهم رئيس جمعية الصداقة الإسبانية الجزائرية رامون رابانيرا، نظرا للأهمية التي توليها إسبانيا لجارتها الجزائر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد البرلماني الإسباني مساء اليوم بوزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ووزير الشئون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل، ويحضر أيضا مأدبة عشاء أقامها على شرفه رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) عبدالعزيز زياري. كما يلتقي غدا بوزيرة الثقافة خالدة تومي، وبعض أفراد الجالية الإسبانية في الجزائر، بمقر إقامة السفير الإسباني.(إفي)