سرت(ليبيا)، 28 مارس/آذار (إفي): اتفق الزعماء العرب على عقد قمة استثنائية في سبتمبر/أيلول القادم لمتابعة نتائج قمتهم الـ22 التي اختتمت اليوم بمدينة سرت الليبية، بعد أن ناقشوا البنود المدرجة على جدول أعمالها وفي مقدمتها قضية القدس والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
واختتمت القمة أعمالها بجلسة علنية قصيرة، غابت عنها كلمات الرؤساء بعد أن تمت معظم المناقشات بجلسات مغلقة، وأشاد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، في مؤتمر صحفي مقتضب، بما أسماه "التوافق العربي على معظم القضايا".
وكانت أعمال القمة العربية قد انطلقت السبت في مدينة سرت تحت شعار "دعم صمود القدس" برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي، وبحضور 13 من ملوك ورؤساء الدول العربية، فيما شاركت بقية الدول بممثلين رفيعي المستوى.
وحظيت الجلسة الافتتاحية بحضور دولي ملحوظ تمثل في الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية الإسباني ميجل انخل موراتينوس.
وقد اقرت القمة العربية الـ22 لجنة خماسية للإشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظمومة العمل العربي المشترك.
وذكر (أعلان سرت) التى صدر في ختام أعمال القمة اليوم، أن هذه اللجنة ستتكون من الرؤساء الليبي معمر القذافي واليمني علي عبدالله صالح والمصري حسني مبارك والقطري الشيح حمد بن خليفة ال ثاني والعراقي جلال طالباني، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية.
وأكد أن اللجنة ستقوم بالاشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك لتعرض على الدول الاعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل العرض على القمة الاستثنائية المقرر عقدها أواخر هذا العام.
وأعلن عمرو موسى، خلال المؤتمر الصحفي، عقد قمة عربية استثنائية أواخر العام الجاري "لبحث مشروع انشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة".
وأوضح أن القادة العرب طلبوا منه "تقديم تقرير حول اقتراحه بإنشاء الرابطة سيتم تدارسه خلال القمة الاستثنائية.
فيما أبدى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تحفظه على مقترح إنشاء الرابطة، وأكد في تصريح صحفي أن الرابطة "تواجه مأزق يتعلق بوضع إيران التى لديها مشاكل مع عدد من الدول العربية"، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يفيد إلا بعد أن يتغير التوجه الإيرانى تجاه الدول العربية.
ومن جانبه، قال هوشيار زبيارى وزير الخارجية العراقي إن هناك عددا من المشاكل بين دول عربية ودول محيطة به، مثل جيبوتى التى لديها مشكلة مع إريتريا، والإمارات لديها مشكلة مع إيران.
وتساءل "كيف تستطيع هذه الدول الاجتماع فى رابطة معينة، الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة"، لكنه أكد فى المقابل على أن بلاده ترحب بل تدعم وجود آلية للحوار العربى الإيرانى.
وكان موسى، الذي اقترح فكرة تأسيس الرابطة، قد اقترح أن تضم دولا بينها إثيوبيا وتشاد وإيران وتركيا، مستبعدا إسرائيل من هذا التجمع. ودعا لإطلاق حوار إيراني عربي، قائلا إن "العرب مشتركون مع إيران في الجغرافيا والتاريخ".
يذكر أن قطر وليبيا دعتا في الجلسة الافتتاحية إلى اتخاذ قرارات تتجاوز الأقوال إلى الأفعال فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها، وإخراج العمل العربي المشترك من أزمته الراهنة.
واعتمد القادة العرب خطة موحدة للتحرك العربي من أجل إنقاذ القدس وفق ثلاثة محاور سياسية وقانونية ومالية.
وأكد القادة في بيانهم الختامي "دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار لمواجهة خطط الإستيطان الإسرائيلي في المدينة المقدسة والتوجه الى محكمة العدل الدولية لمواجهة الجرائم الاسرائيلية في القدس".
وبحسب المراقبون، فقد شهدت القمة اليوم سجالا كلاميا بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن كيفية التعامل العربي مع المقاومة.
وشدد الأسد على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية، واعتبر "المقاومة هي الخيار الإستراتيجي للعرب والفلسطينيين"، فيما أكد عباس أهمية التمسك بـ"الخيار السلمي".
وفي أول رد فعل إسرائيلي على القمة، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "مباحثات القمة لا تسهم في دفع العملية السلمية".
وقال في تصريحات لـ(إذاعة إسرائيل) إنه "لا يرى إشارات تدل على أن الفلسطينيين يتوجهون نحو الاعتدال، وإن ما نتج عن مداولات القمة العربية لا يساهم في التسهيل بدفع العملية السلمية".
يذكر أن عمرو موسى كان قد دعا الدول العربية إلى أن تعد نفسها لاحتمال فشل عملية السلام، ودراسة خطط بديلة، دون أن يحدد هذه البدائل.
واستبعد الزعماء العرب العودة لمفاوضات السلام ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وقالوا في البيان الختامي للقمة، إن "استئناف المفاوضات يتطلب أن تنفذ إسرائيل التزاماتها القانونية وتجمد الاستيطان بالأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية".
كما طالبوا الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بالحفاظ على موقفه المبدئي والعمل على وقف الاستيطان الإسرائيلي".
وجاء في وثيقة سرت (التي تضمنت 23 بندا)، أنه تم مناقشة المبادرة العربية التى تقدم بها الرئيس اليمني على عبد الله صالح بشأن اقامة اتحاد الدول العربية والاقتراحات والافكار المقدمة من جانب الدول العربية ورؤية الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن الاتحاد العربي.
وأكد موسى أن هناك تضخيما في الخلافات بين الدول العربية، مشيرا إلى أنها موجودة في كل التجمعات، حتى في الاتحاد الأوروبي، مضيفا "كان هناك لطف في التعامل بين كل الرؤساء والملوك ولم تحدث خلافات كبيرة".(إفي)