إسطنبول، 23 يناير/كانون ثان (إفي): تترقب تركيا اليوم نتيجة تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع قانون يعاقب إنكار إبادة الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية عام 1915 والذي كان مجلس النواب قد صدق عليه الشهر الماضي.
ودعا رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليش دارأوغلو اليوم إلى اجتماع قيادات حزبيهما (العدالة والتنمية) و(الشعب الجمهوري) على الترتيب بهدف تقييم الوضع، وفقا لما ذكرته محطة (NTV) التركية.
ومن جانبه، ألغى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، زيارته الرسمية إلى بروكسل نظرا لرغبته في "البقاء بأنقرة لتقييم سريعا نتائج التصويت وللقيام بالخطوات اللازمة"، بحسب مصدر من الحكومة في تصريحات لصحيفة (حرييت).
وتؤكد الصحيفة أن تركيا أعدت بالفعل حزمة اجراءات ضد فرنسا وانها ستتضمن تخفيض العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير التركي في باريس لفترة غير محددة.
وتشير أيضا إلى أن السفير الفرنسي في تركيا سيضطر إلى العودة لبلاده.
ومن الاجراءات الأخرى، إلغاء اتفاقية التعاون الأكاديمية التي سمحت عام 1992 بتأسيس جامعة جالاتا سراي بإسطنبول، الوحيدة التي تدرس بالفرنسية في تركيا ويديرها فريق تركي فرنسي.
ووفقا لـ(حرييت)، فإن أي اجراءات تؤثر على تجارة البلدين تعد مستبعدة، على الرغم من أن الحكومة لا تستبعد المبادرات الخاصة بالمقاطعات.
وينص مشروع القانون على فرض عقوبة على من ينكر إبادة الأرمن بالسجن لمدة عام ودفع غرامة مالية قدرها 45 الف يورو.
يشار إلى مجلس الشيوخ الفرنسي سوف يبدأ مناقشة القانون الساعة 14.00 ت ج وسيكون عليه اتخاذ قرار بالموافقة أو الرفض بعد ساعتين.
يذكر أن التوتر بين تركيا وفرنسا يعود إلى عام 2001 عندما اعترفت باريس بإبادة الأرمن، وهو الأمر الذي لم تعترف به حتى الآن سوى 21 دولة.
وتعترف تركيا بالمجازر التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الأرمن، وتقول إنهم راحوا ضحية تجاوزات وقعت في الحرب العالمية الأولى، ولكنها ترفض اعتبارها "إبادة جماعية".
ويقول المؤرخون إن هذه الأحداث أسفرت عن مقتل عدد يتراوح بين 500 ألف ومليون ونصف المليون من الأرمن.(إفي)