مينسك (رويترز) - سجنت روسيا البيضاء اثنين من زعماء المعارضة يوم الثلاثاء لمدة عشرة أيام في الوقت الذي تمضي فيه الحكومة قدما في حملة قمع ضد رموز المعارضة القلائل الذين لا يزلون خارج السجون، في حين قاد المعلمون مظاهرة احتجاج جديدة شارك فيها ألوف ضد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وعلى الرغم من أن معظم قادة المعارضة إما في السجن أو في الخارج، يفشل لوكاشينكو حتى الآن في إخماد جذوة الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 26 عاما، بعد أكثر من أسبوعين من انتخابات يقول خصومه إنها زُورت.
ومثلت أولجا كوفالكوفا وسيارهي ديليوسكي أمام محكمتين منفصلتين أمرتا بسجن كل منهما عشرة أيام. وكوفالكوفا هي الممثلة الرئيسية، التي لا تزال موجودة في روسيا البيضاء، لمرشحة المعارضة سفياتلانا تسيخانوسكايا. أما سيارهي ديليوسكي، فهو الذي قاد حركات الإضراب في مصنع مينسك للجرارات، أحد المصانع الرئيسية في البلاد.
وكلاهما من رموز المعارضة في مجلس التنسيق المعارض الذي تأسس الأسبوع الماضي بهدف التفاوض مع السلطات. واعتقلا يوم الاثنين.
ويتهم لوكاشينكو المجلس الجديد بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وفتحت النيابة دعوى جنائية.
وفي الاحتجاج الأخير يوم الثلاثاء، تجمع الآلاف في مقر وزارة التعليم للتظاهر ضد تهديد لوكاشينكو بفصل أي معلم في المدارس لا يؤيد حكومته. وعادة ما تجتذب المسيرات آلاف المشاركين، ويتضخم حجمها إلى عشرات الآلاف في العطلات الأسبوعية.
ونفى لوكاشينكو أي تزوير للانتخابات. ووصف المتظاهرين بأنهم "جرذان" وممولون من الخارج.
واستجوب المحققون عضوا آخر بالمجلس، وهو بافيل لاتوشكو، وزير الثقافة السابق والرئيس السابق لمسرح الدراما الرئيسي للدولة، يوم الثلاثاء لكن لم يتم اعتقاله. وظهر وهو يقول إنه عائد للعمل وإن أنشطة المجلس ليست مخالفة للقانون.
ويضم المجلس عشرات الشخصيات التي تمثل قطاعات واسعة من المجتمع، من بينهم الكاتبة سفيتلانا أليكسيفيتش الحائزة على جائزة نوبل في الأدب، والتي جرى استدعاؤها للاستجواب يوم الأربعاء.
وفرت تسيخانوسكايا (37 سنة)، إلى ليتوانيا بعد الانتخابات التي قال أنصارها إنها فازت بها.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)