تورونتو(كندا)، 27 يونيو/حزيران(إفي): انطلقت فعاليات قمة مجموعة العشرين بمأدبة عشاء في مدينة تورونتو الكندية بالإجماع على ضرورة خفض العجز المالي وديون الدول خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم عملية التعافي الاقتصادي.
وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية بين أعضاء مجموعة العشرين في قضية موعد وكيفية سحب اجراءات التحفيز الاقتصاي التى تم تطبيقها لمواجهة الأزمة المالية الدولية.
فمن جانب أوضحت الولايات المتحدة على لسان وزير خزانتها تيموثي جيثنر أن مجموعة العشرين يجب عليها أن تركز على النمو وهو الأمر الذى توافق عليه دول صاعدة آخرى مثل البرازيل.
ومن جانب آخر، يرى الاتحاد الأوروبي وعلى رأسه ألمانيا ضرورة أن تكون الأولوية لتقليص النفاقات العامة. وهذا هو ما أوضحته ، يوم السبت، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل انطلاق فعاليات جي20 بقولها إن الاقتصاد المالي سوف يتمكن فقط من تحقيق نموا "دائما ومستداما" إذا دعمت الدول نظامها المالي مع طرح إصلاحات هيكلية في نفس الوقت.
وقال وزير المالية البرازيلي جيدو مانتيجا، الذى يمثل بلاده لتغيب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن القمة بسبب الفيضانات التى اجتاحت شمال شرق البلاد، إن الدعم المالي أمر هام جدا. وحذر مانتيجا من أن عملية التعافي الاقتصادي المبتدئة يمكن أن تتعرض "للتهديد" بسبب السحب السريع لاجراءات التحفيز الاقتصادي.
وفي ذات السياق، ذكرت ميركل أن هناك "إجماع" على ضرورة خفض الانفاق العام ووصف رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر،الذى اقترح خفض العجز المالي إلى النصف بحلول عام 2013 ، هذا الاجماع بأنه "قوى".
وذهب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إلى أبعد من ذلك بإشارته في مؤتمر صحفي يوم السبت إلى أن هناك اتفاقية مبدئية لخفض العجز المالي إلى النصف في عام 2013 حسبما يقترح هاربر.
ومع ذلك، قال الوزير البرازيلي مانتيجا إن مثل هذا الاتفاق أمرا بعيدا ووصفه بأنه غير واقعي.
ومن بين الأمور الجدلية أيضا بين أعضاء مجموعة العشرين اقتراح فرض ضريبة على البنوك على مستوى العالم أو فرض رسوم على المعاملات المالية لها. وتدافع الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا عن هذا الاقتراح فيما تعارضه دول صاعدة مثل البرازيل. وأشار وزير المالية البرازيلي إلى أن مثل هذا الإجراء يمكن أن تطبقه بشكل فردي الدول التى تراه مناسبا لها ولكن ليس على المستوى العالمي.
ومن المتوقع أن تعطى مجموعة العشرين دفعة جديدة اليوم الأحد لاقتراح تعزيز رأس مال البنوك وتحسين الشفافية بهذا القطاع، وهى الاجراءات التى يرى مانتيجا أنه يجب الموافقة عليها في الاجتماع المقبل للمجموعة في نوفمبر/تشرين ثان في كوريا الجنوبية.
ومن المقرر أن يصدر البيان الختامي للقمة اليوم الاحد وسيشير أيضا إلى ضرورة ايجاد بدلائل لجولة الدوحة وإنهاء دعم الوقود الموجود داخل باطن الأرض.
وتتألف مجموعة العشرين من أعضاء جي 8 (الولايات المتحدة وكندا واليابان وروسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا) إلى جانب بلدان الاقتصادات الصاعدة وهي كوريا الجنوبية، والأرجنتين، واستراليا، والصين، والبرازيل، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، والسعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، علاوة على الاتحاد الأوروبي.(إفي)خ ش /م ع