كيتو، 10 يناير/كانون ثان (إفي): أكد وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينيو أن إيران تنتهج "سياسة سلام" وأن بلاده ستستمر في إقامة العلاقات مع طهران رغم تعليقات وانتقادات الولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي أقيم الليلة الماضية بكيتو قبيل زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الإكوادور، قال باتينيو "نحن لن نتلقى التعليمات من وزارة الخارجية الأمريكية".
وأضاف "نحن قررنا استقبال الرئيس الإيراني هنا ولن نغير قراراتنا لأن الخارجية الأمريكية تعتبر أن الوقت ليس مناسبا".
تأتي هذه التصريحات ردا على تحذير الحكومة الأمريكية يوم الجمعة الماضي للدول التي سيزورها أحمدي نجاد في إطار جولته اللاتينية من تعميق علاقاتها مع إيران، حيث اعتبرت أن هذه الجولة تنم عن شعور النظام الإيراني بضغوط متزايدة عليه، وحاجته للبحث عن أصدقاء جدد.
وكان أحمدي نجاد قد وصل إلى فنزويلا مساء الأحد الماضي، في مستهل جولة لاتينية تشمل أيضا نيكاراجوا وكوبا والإكوادور.
ومن المعروف أن إيران تعاني من عقوبات سياسية واقتصادية بسبب برنامجها النووي، حيث تخشى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من قيام طهران بتصنيع قنبلة ذرية، فيما تؤكد طهران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية بحتة.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% داخل منشأة فورد النووية الجديدة التي تم تحصينها تحسبا لأي هجوم جوي.
وتعليقا على هذا الأمر أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه "لا يوجد أي داع" يوضح سبب قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية كهذه إذا كان برنامجها النووي لأغراض سلمية.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الإكوادوري إنه لا يوجد أي دليل "رسمي من هيئة متعددة الأطراف نعترف به نحن، يثبت أن خطة إيران النووية ليست لأغراض سلمية".
وأشار إلى أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبنية على معلومات تروج لها "الدول التي لها مصالح"، دون الاعتماد على تقارير موظفيها.
وأضاف أن الولايات المتحدة أخطرت الإكوادور بنظام العقوبات المفروضة على إيران "ولكني أؤكد أننا لن نطبق هذه العقوبات ولن نعترف بها"، مبينا أن طهران "لم تغز دولا أخرى كما أنها لا تهدد باستخدام أسلحتها النووية ضد دول أخرى ولكنها تنتهج سياسة سلام فيما كرست دول أخرى سياستها للحرب".
ومن المنتظر أن يصل أحمدي نجاد بعد غد الخميس إلى منطقة جواياكيل الإكوادورية، ومن هناك سيتوجه إلى كيتو لكي يلتقي مع الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا.
وأوضح باتينيو أن الرئيسين سيبحثان عددا من القضايا الدولية بجانب مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين".
يذكر أن الأكوادور وإيران وقعتا سلسلة من الاتفاقيات الثنائية في عدة مجالات على رأسها الزراعة والتكنولوجيا والنفط والصحة، ولكن باتينيو قال "إن هذه العلاقات ينقصها النضج لكي تصبح فعالة وتكون لها نتائج مثمرة"، معربا عن أمله في أن يثمر لقاء أحمدي نجاد وكوريا عن إحراز تقدم في هذا الصدد.
ومن المقرر أن يختتم أحمدي نجاد جولته اللاتينية باجتماع مع رئيس الجمعية الوطنية الإكوادورية (البرلمان) فرناندو كورديرو. (إفي)