من المقرر أن يدلي مواطنو جنوب أفريقيا بأصواتهم يوم الأربعاء، حيث من المحتمل أن يؤدي الاستياء الحالي بسبب انقطاع التيار الكهربائي والبطالة والفساد إلى إنهاء هيمنة المؤتمر الوطني الأفريقي التي استمرت لفترة طويلة. قد يشهد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي ظل في السلطة منذ رئاسة نيلسون مانديلا، تراجع أغلبيته البرلمانية للمرة الأولى منذ نهاية الفصل العنصري.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن دعم الناخبين للمؤتمر الوطني الأفريقي قد ينخفض إلى حوالي 40%، وهو انخفاض كبير عن نسبة 57.5% التي تحققت في انتخابات 2019. ومن المرجح أن يجبر هذا السيناريو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على تشكيل حكومة ائتلافية، مما قد يؤدي أيضًا إلى تحدي قيادة الرئيس سيريل رامافوزا.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أفروباروميتر" في وقت سابق من هذا الأسبوع أن ثلث الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، مما يزيد من عدم القدرة على التنبؤ بنتيجة الانتخابات. وأشار أحد الباحثين السياسيين إلى أنه على الرغم من أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد يحصل على بعض الدعم في يوم الانتخابات، إلا أنه من غير المرجح أن يحصل على أكثر من 50% من الأصوات. وهذا يعني أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيضطر إلى التفاوض على تشكيل ائتلاف، ولكن طبيعة هذا الائتلاف ستعتمد على هامش خسارته.
فالخسارة الضئيلة قد تسمح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالتحالف مع حزب أصغر يتمتع بقدرة تفاوضية أقل. ومع ذلك، قد تؤدي الخسائر الكبيرة إلى تحالف مع حزب ماركسي مناضلي الحرية الاقتصادية الماركسي أو مع أحزاب صغيرة متعددة، مما قد يعقد عملية صنع القرار.
يعتقد بعض المحللين أن الانتكاسة في الانتخابات قد تكون فرصة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي لإصلاح نفسه.
وفي حين أن الفضل يعود إلى المؤتمر الوطني الأفريقي في تحقيق خطوات كبيرة في تحسين الظروف المعيشية للملايين بعد الفصل العنصري، إلا أن سمعته قد تشوهت بسبب الفساد وسوء الإدارة. وقد أثارت قضايا مثل البنية التحتية المتردية، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، ومعدلات البطالة المرتفعة السخط العام.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أدت سيادة القانون القوية في جنوب أفريقيا، وهو إرث آخر من إرث المؤتمر الوطني الأفريقي، إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد شخصيات بارزة مثل الرئيس السابق جاكوب زوما واستقالة رئيس البرلمان نوسيفيوي مابيسا نكاكولا، على الرغم من أن كلاهما ينفي ارتكاب أي مخالفات.
كما يمكن أن يؤثر حزب زوما الجديد، حزب "أومخونتو وي سيزوي"، على حصة أصوات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لا سيما في مناطق الزولو الشرقية، وقد يثير اضطرابات بين مؤيديه إذا كانوا غير راضين عن نتائج الانتخابات.
وأشار تشاتام هاوس إلى أنه على الرغم من أن الإطار القانوني لبناء الائتلافات في جنوب أفريقيا واضح، إلا أن الأحزاب السياسية الحالية تفتقر إلى الخبرة في هذه العملية. فقد تم تصميم النظام من أجل التعاون بين مختلف الأحزاب وليس من أجل هيمنة حزب واحد على مدى فترة طويلة.
وقد ساهمت وكالة رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.