من أليكس لولر
لندن (رويترز) - أظهر مسح أجرته رويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زادت إنتاجها من النفط في أكتوبر تشرين الأول إلى أعلى مستوياته منذ 2016، حيث طغت زيادات الإنتاج بقيادة الإمارات العربية المتحدة وليبيا على انخفاض الشحنات الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية.
وأظهر المسح الذي نشرت نتائجه يوم الأربعاء أن المنظمة التي تضم 15 عضوا ضخت 33.31 مليون برميل يوميا هذا الشهر، بزيادة 390 ألف برميل يوميا عن سبتمبر أيلول، وهو أعلى مستوى لإجمالي إنتاج أوبك منذ ديسمبر كانون الأول 2016.
كانت أوبك اتفقت في يونيو حزيران على ضخ كميات أكبر من النفط بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكبح ارتفاع الأسعار وتعويض النقص المتوقع في الصادرات الإيرانية.
وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في أربع سنوات عند 86.74 دولار للبرميل في الثالث من أكتوبر تشرين الأول، لكنها تراجعت بعد ذلك إلى 76 دولارا مع انحسار المخاوف من شح الإمدادات.
وتضمن اتفاق يونيو حزيران عودة أوبك وروسيا وغيرها من المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة إلى الامتثال بنسبة 100 بالمئة لتخفيضات الإنتاج التي بدأ تطبيقها في يناير كانون الثاني 2017، بعد شهور دفع فيها تدني الإنتاج في فنزويلا وأنجولا وغيرهما مستوى الالتزام بالتخفيضات إلى فوق 160 بالمئة.
وفي أكتوبر تشرين الأول، انخفضت نسبة امتثال أعضاء أوبك الاثني عشر المشاركين في اتفاق خفض الإمدادات إلى 107 بالمئة مع زيادة الإنتاج، مقارنة مع 122 بالمئة بعد التعديل في سبتمبر أيلول، بحسب المسح.
وهذا هو أقرب مستوى لنسبة الامتثال البالغة 100 بالمئة سجلته أوبك منذ اتفاق يونيو حزيران.
* الإمارات وليبيا
جاءت أكبر زيادة هذا الشهر من دولة الإمارات، حيث ارتفع الإنتاج في أكتوبر تشرين الأول بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 3.25 مليون برميل يوميا، بحسب ما أظهره المسح. ويمكن نظريا أن يشهد الإنتاج مزيدا من الارتفاع، حيث تقول الإمارات إن طاقتها الإنتاجية من النفط ستصل إلى 3.5 مليون برميل يوميا بنهاية العام.
وتبين من المسح أن ثاني أكبر زيادة جاءت من ليبيا، حيث بلغ الإنتاج 1.22 مليون برميل يوميا في المتوسط، بزيادة قدرها 170 ألف برميل يوميا. ولا يزال إنتاج ليبيا من الخام متقلبا بسبب الاضطرابات، وهو ما يثير تساؤلات بخصوص استقرار الإنتاج الحالي لأوبك.
وأظهر المسح أن السعودية، بعدما زادت الإمدادات في يونيو حزيران ثم قلصت خططها بشأن ضخ المزيد، أنتجت 10.65 مليون برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول، بما يفوق إنتاج يونيو حزيران ويقارب مستوى قياسيا مرتفعا.
وأبدت المملكة، أكبر منتج للخام في أوبك، قلقها من فائض محتمل في المعروض، وهو ما أثار توقعات بأن تعديلها القادم للإنتاج قد يكون بكبح الإمدادات.
وزاد العراق، ثاني أكبر منتج في المنظمة، أيضا الإنتاج في أكتوبر تشرين الأول.
وقد تشهد إمدادات العراق مزيدا من الارتفاع إذا مضت الحكومة الجديدة قدما في اتفاق توصلت إليه الحكومة السابقة مع إقليم كردستان شبه المستقل في شمال البلاد لاستئناف تصدير خام كركوك إلى تركيا عبر أراضي الإقليم.
كما زادت أنجولا الإنتاج في أكتوبر بفضل الإمدادات من حقل جيندونجو الجديد. وكبحت الانخفاضات الطبيعية في الحقول النفطية الإنتاج في البلاد خلال السنوات الأخيرة، ولا يزال الإنتاج أقل كثيرا من المستوى المستهدف في اتفاق أوبك.
وارتفعت إمدادات نيجيريا بواقع 30 ألف برميل يوميا. ونيجيريا، مثل ليبيا، ليست من الدول المشاركة في اتفاق أوبك لخفض الإنتاج، لأنها غالبا ما تواجه انقطاعات غير متوقعة بسبب الاضطرابات.
وأظهر المسح أن إنتاج الكويت تراجع. وزادت البلاد إنتاجها في يوليو تموز في أعقاب اتفاق أوبك، وأبقت عليه مستقرا في أغسطس آب وسبتمبر أيلول.
ومن بين الدول التي خفضت إنتاجها، كانت إيران صاحبة أكبر خفض في الإنتاج، بمقدار 100 ألف برميل يوميا. وهبطت الصادرات بفعل إعادة فرض عقوبات أمريكية مما أثنى الشركات عن شراء النفط الإيراني، وإن كان التراجع أقل مما توقعه بعض المحللين.
وقال مصدر في قطاع النفط يتتبع إنتاج أوبك إن إنتاج إيران "يفوق التوقعات"، في إشارة إلى الإمدادات الإيرانية في أكتوبر تشرين الأول.
وشهد الإنتاج مزيدا من الهبوط أيضا في فنزويلا، حيث يعاني قطاع النفط من نقص التمويل، مع انخفاض معدلات تشغيل المصافي وتراجع صادرات الخام بفعل الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأظهر مسح رويترز أنه رغم تلك الانخفاضات، ارتفع إنتاج أوبك في أكتوبر تشرين الأول لأعلى مستوياته منذ ديسمبر كانون الأول 2016، وهو الشهر الذي سبق سريان اتفاقية خفض الإمدادات في بداية 2017.
وجاءت بعض الزيادة في إمدادات النفط من جمهورية الكونجو وغينيا الاستوائية، اللتين انضمتا إلى أوبك في 2018 و2017 على الترتيب.
وقبل انضمام الكونجو، وضعت أوبك مستوى مستهدفا ضمنيا للإنتاج في عام 2018 عند 32.78 مليون برميل يوميا، بناء على الانخفاضات التي تم بحثها في أواخر 016، وتوقعات إنتاج نيجيريا وليبيا في 2018.
وضخت أوبك، باستثناء الكونجو، نحو 530 ألف برميل يوميا فوق هذا الهدف الضمني في أكتوبر تشرين الأول، بحسب المسح.
يهدف المسح إلى تتبع الإمدادات التي يجري ضخها في السوق، ويستند إلى بيانات ملاحية تقدمها مصادر خارجية وبيانات تومسون رويترز ومعلومات تقدمها مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارات.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)