جنيف، أول مايو/آيار (إفي): اعترفت منظمة الأمم المتحدة للهجرة اليوم بأنها لا تستطيع ولا منظمات إنسانية أخرى إعادة توطين ما بين 12 ألف إلى 15 ألف شخص من جنوب السودان ينتظرون منذ أشهر في إحدى المخيمات بمدينة (كوستي) الواقعة على بعد 200 كلم جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم.
وقرر حاكم ولاية النيل الأبيض السودانية مؤخرا إخلاء المنطقة تماما بحد أقصى السبت المقبل من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات جنوب السودان.
وتتطلع تلك المنظمات التي تعمل على الأرض إلى الاعتماد على وسائل النقل من أجل مساعدة مواطني جنوب السودان في مغادرة السودان.
وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة في جنيف جان فيليب شوزي "إن السودانيين الجنوبيين المتواجدين في (كوستي) يعتمدون على المجتمع الدولي في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، والغالبية العظمى منهم ليس لديهم وسائل للوصول بأنفسهم إلى جنوب السودان".
وكشف أن منظمات الإغاثة ليست لديها القدرات اللوجيستية لنقل هؤلاء الأشخاص في خلال المهلة الممنوحة من قبل السلطات، فضلا عن وجود عثرات تواجهها مثل قلة الوقود وحظر استخدام المراكب.
وكان الجيش الجنوبي قد هاجم في العاشر من الشهر الجاري منطقة هجليج (التي يقع بها الحقل النفطي الحيوي لاقتصاد الخرطوم حيث ينتج نحو نصف الإنتاج النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا) في ولاية جنوب كردفان، فيما اعتبر الاشتباك الأعنف بين الجانبين منذ انفصال جنوب السودان.
وبعد عشرة أيام شن جيش الخرطوم عملية لاستعادة المنطقة، قالت السودان إنها أسفرت عن مقتل 938 جنديا من جنوب السودان.
ويعتبر جنوب السودان أن هيجليج ومناطق نفطية أخرى تعد جزءا من أراضيه، وانه لا يمكن التخلي عنها عندما يحين وقت ترسيم الحدود مع السودان، كما تتهم جوبا القوات المسلحة السودانية باستخدام هجليج كزريعة لشن هجمات على جنوب السودان.
يذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان في يوليو/تموز من العام الماضي بموجب استفتاء على تقرير المصير ضمن اتفاق سلام وقع عام 2005.
ويتنازع البلدان حول عدد من القضايا في مقدمتها الحدود ورسوم عبور النفط الجنوبي عبر الشمال، إضافة إلى الجنسية والديون الخارجية. (إفي)