القاهرة، 16 أبريل/نيسان (إفي): طالبت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية المجلس الانتقالي في بنغازي بالاستجابة للمبادرات الدولية المطروحة لحل الأزمة في ليبيا، وخاصة مبادرة الاتحاد الإفريقي.
وفي بيان تلقت (إفي) نسخة منه اليوم، ناشد أحمد حمروش رئيس المنظمة الأطراف المتنازعة بالإسراع في الوقف الفوري لإطلاق النار "في إطار فترة انتقالية تؤدي إلى مصالحة حقيقية".
وعلى خلفية الاجتماع الذي نظمته المنظمة مؤخرا مع سفيري ليبيا وروسيا في القاهرة، دان البيان "مبدأ التدخل الأجنبي تحت أي مسميات في أي بلد أفريقي أو آسيوي، حتى وإن كان تحت غطاء الشرعية الدولية"، في إشارة إلى العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا منذ الشهر الماضي للتصدي لقوات العقيد معمر القذافي، الذي يواجه موجة احتجاجات تطالب بإسقاطه.
وتقوم القوات الدولية بقيادة الناتو حاليا بشن عمليات عسكرية على ليبيا، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي ينص على إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام "كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين".
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال الجمعة، إن الحلف الاطلسي "تجاوز تفويض الأمم المتحدة في ليبيا"، داعيا الى تسوية سياسية للازمة في هذا البلد العربي.
وشدد لافروف بعد اجتماع مع نظرائه بالحلف في العاصمة الألمانية برلين: "نرى أنه من المهم الانتقال بسرعة إلى مرحلة سياسية والتقدم باتجاه تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة الليبية".
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وجه أيضا نقدا لاذعا لقيادة الأمم المتحدة، متهما إياها بـ"تجاوز التفويض" الذي تضمنته قراراتها، واعتبر ذلك "ظاهرة خطيرة في العلاقات الدولية".
وعلى هامش قمة بريكس بجزيرة هاينان الصينية الجمعة، قال ميدفيديف إن "من واجب الأمم المتحدة الفصل بين الأطراف المتنازعة وليس مساندة طرف على حساب آخر".
وأوضح "أن قرار مجلس الأمن الدولي سمح بحظر الطيران فوق ليبيا لمنع تصعيد النزاع وحماية المدنيين، ولكننا نشهد في النهاية عملية عسكرية جوية تشارك فيها عدد من الدول، وانضم إليها الناتو كحلف عسكري، في حين لا ينص القرار على ذلك".
وعلى نفس الخلفية، انتقد رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه ماريا أثنار الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لقيامها بشن هجوم عسكري على نظام معمر القذافي، على الرغم من أن العقيد الليبي كان "صديقا" للغرب منذ ثمانية أعوام.
وخلال مؤتمر عقد مؤخرا في جامعة كولومبيا بنيويورك، انتقد ما وصفه بعدم اتساق السياسة الأمريكية الحالية، التي "تدعم الثوار دون معرفة من هم هؤلاء الثوار".
واعتبر أن سياسة التدخل العسكري ضد القذافي يمكن أن تتسبب في مشكلات كبرى، لأنها ستعلم أنظمة الشرق الأوسط البقاء في السلطة، وعدم إجراء إصلاحات، وامتلاك أسلحة قوية، إذ أنها سترى أن امتلاك أسلحة نووية ربما يحميها من التعرض لهجوم، في إشارة واضحة إلى إيران.
وأشارت مصادر دبلوماسية الليلة الماضية إلى أن "حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي قررا عقد اجتماع غير رسمي حول ليبيا على مستوى السفراء، لتجنب تكرار الاخطاء وتصويب نشاطات كل منهما"، دون ذكر موعد محدد للاجتماع.(إفي)