رغم أن اندرس بيرنغ بريفيك (33 عاما) اعترف خلال محاكمته التي بدأت هذا الأسبوع في النرويج بالمجزرة التي تسببها إلا أنه لا يرى نفسه مذنبا مطالبا بإطلاق سراحه لأن ما قام به كان بدافع "الخير و ليس الشر" و أنه مستعد أن يكرر فعلته لو توجب الأمر.
في 22 من تموز/يوليو، قام بريفيك بتفجير قنبلة في العاصمة النرويجية، أوسلو، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، ثم توجه إلى جزيرة قريبة حيث قتل 69 شخصا بالرصاص، معظمهم من الشباب التابعين لحزب العمل، بينما أصيب المئات بالجروح.
بريفيك اعترف بالمجزرة يوم الاثنين عندما انطلقت المحاكمة التي من المقرر أن تدوم 10 أسابيع، لكنه لا يرى نفسه مذنبا لأن أفعاله جاءت على غرار محاولته إنقاذ الثقافة النرويجية من التعددية الثقافية، الهجرة و تجنب حرب مع ثقافة المسلمين.
و بينما وجد اندرس بريفيك غير مستقر عقليا خلال أول تقييم نفسي يجرى له، إلا أنه خلال التقييم الثاني الذي ظهرت نتائجه الأسبوع الماضي تبين أنه مستقر عقليا.
منح بريفيك 30 دقيقة للتحدث في المحكمة، لكنه استمر في الحديث لمدة 73 دقيقة، وصف خلاله المجزرة التي قام بها بأنها "أقوى هجوم سياسي تشهده النرويج منذ الحرب العالمية الثانية" و أنها "مذهلة، متطورة و وحشية".
بريفيك أشار كذلك أن منظمة القاعدة هي التي ألهمته، إذ يرى تنظيم القاعدة بأنها حركة المقاومة الأكثر نجاحا في العالم".
سقطت الدموع من عيني بريفيك عندما عرضت المحكمة فيديو كان قد سجله لنفسه قبل الهجمات بوقت قصير، مشيرا أن التسجيل يمتلك مضمون عاطفي. لكنه لم يتأثر بتاتا بتفاصيل الهجمات التي قدمها الإدعاء إذ وجد مبتسما عدة مرات.
بينما تواجد 200 شخص في قاعة المحكمة لمتابعة آخر التطورات، نحو 700 شخص من الذين نجوا من الهجمات و أسر الضحايا يتابعون تطورات المحاكمة من خلال دائرة مغلقة لأن شهادة بريفيك لن تبث على شاشة التلفزيون، تجنبا لاستخدامها من قبل المتطرفين.
هذا و في اليوم الثاني من المحاكمة تم استبعاد واحدا من الخمسة قضاة يفترض أن يحاكموا بريفيك إثر تعليقات أدلى بها أثارت الشكوك حول موضوعيته و تم استبداله بقاض آخر. إذ كان قد كتب على صفحة الفيسبوك في اليوم التالي بعد الهجمات أن "عقوبة الإعدام هي الحل العادل الوحيد في هذه القضية".
الآن يحاول المجتمع النرويجي المسالم أن يكتشف دافع بريفيك الذي دفعه لارتكاب هذه المجزرة. و بينما يرغب الجميع أن يحصل بريفيك على عقوبة الإعدام إلا أن النرويج لا تمتلك عقوبة الإعدام.
عندما سئل فيما إذا تصرف بمفرده، بريفيك أصر أنه جزء من مجموعة، لكن الإدعاء يؤكد أنه تصرف بمفرده.
في حال وجد مستقر عقليا، هذا الأمر من شأنه أن يحدد خلال المحكمة، فإن بريفيك سيواجه العقوبة القصوى المتمثلة بالسجن بمدة 21 عاما و التي يمكن أن يتم تمديدها إلى أجل غير مسمى في حال اعتبر تهديدا للمجتمع.