واشنطن (رويترز) - قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء انها نفذت ست ضربات جوية ساعدت على منع متشددي تنظيم الدولة الاسلامية من الاستيلاء على مدينة كوباني السورية لكنها قللت من أهمية المعركة ضمن الاستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى لهزيمة التنظيم.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الضربات الجوية دمرت حاملة جند مدرعة ومركبات تحمل أسلحة وقطع مدفعية خاصة بالتنظيم الذي هدد باجتياح المدينة الواقعة على الحدود التركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي في مؤتمر صحفي من المهم النظر برؤية بعيدة المدى للصراع. واضاف إن تنظيم الدولة الاسلامية ربمما يستولي على كوباني أو مدن أخرى. وتابع انه رغم فاعلية الضربات الجوية إلا أن القوة العسكرية وحدها لن تكون كافية.
وقال كيربي في مقابلة مع قناة تلفزيون سي.إن.إن "على الناس أن تدرك أننا بحاجة إلى التحلي بقدر من الصبر بشكل استراتيجي. هذه الجماعة لن ترحل غدا وكوباني قد تسقط. لا يمكننا التكهن عما إذا كانت ستسقط أو لن تسقط."
ومضى يقول "ستكون هناك مدن أخرى تتعرض لتهديد (متشددي التنظيم) وستكون هناك مدن أخرى سيسيطرون عليها. سيستغرق الأمر بعضا من الوقت."
وتشن الولايات المتحدة غارات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في العراق منذ الثامن من أغسطس آب وفي سوريا منذ 23 سبتمبر ايلول كان بعضها بمشاركة أعضاء في تحالف دولي سعى الرئيس باراك أوباما لتشكيله ضد التنظيم.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الضربات الجوية كانت ضمن تسع غارات جوية على سوريا جرى تنفيذها خلال اليومين الماضيين بالاشتراك مع الامارات العربية المتحدة باستخدام قاذفات ومقاتلات وطائرات يجري التحكم فيها عن بعد. وتابع البيان إن جميع الطائرات "غادرت أماكن الضربات بسلام".
*الهجوم على كوباني
وأوقفت الضربات الجوية قرب كوباني التنظيم الذي كان على وشك الاستيلاء على المدينة بعد هجوم استمر ثلاثة اسابيع أدى الى هروب عشرات الآلاف من السكان عبر الحدود التركية.
وكثف التحالف الضربات الجوية في المنطقة بعد أن رفع تنظيم الدولة الاسلامية علمه الأسود على مشارف شرق كوباني يوم الاثنين.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن غارتين جويتين أخريين استهدفتا تنظيم الدولة الاسلامية قرب الرقة التي يتخذها التنظيم عاصمة له في سوريا اصابتا معسكرا لتدريب المتشددين ومقاتلي التنظيم هناك. وأضافت ان غارة أخرى قرب دير الزور دمرت دبابة.
وأوضح البيان أن الجيش الأمريكي نفذ مع بريطانيا وهولندا خمس ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يومي الثلاثاء والاربعاء.
وقال كيربي ان الضربات التي نفذت في سوريا كانت "استراتيجيية أكثر الى حد ما في طبيعتها" عما نفذ في العراق. واضاف "الحملة داخل سوريا تستهدف في الواقع النيل من قدرة التنظيم على تجنيد وتدريب وتسليح وتمويل نفسه."
وفي العراق ركزت الغارات الجوية على وحدات قتالية محددة بهدف وقف تقدم المتشددين أو مساعدة القوات الكردية وقوات الحكومة العراقية التي تحاول استعادة الأراض التي استولى عليها التنظيم في السابق.
وقال كيربي إن كوباني "ليست بالضرورة مدينة حدودية ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للدولة الاسلامية في العراق والشام لأن هذه الحدود سهلة الاختراق بالفعل" مستخدما الإسم القديم للتنظيم.
واستبعد اوباما استخدام قوات برية أمريكية في القتال ضد الدولة الاسلامية. وتشمل الاستراتيجية العسكرية شن حملة جوية بالتنسيق مع عمليات برية تقوم بها قوات محلية.
ويضغط الأكراد -الذين يعيشون في مناطق كثيرة بشمال سوريا والعراق استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية إضافة إلى أجزاء من جنوب شرق تركيا- على الحكومة التركية للتدخل للدفاع عن كوباني.
وتحاول الولايات المتحدة أيضا دفع تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي للمشاركة أكثر في القتال ضد الدولة الاسلامية.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)