ليما، 2 أكتوبر/تشرين أول (إفي): قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن "العالم العربي ينظر بإعجاب كبير لأمريكا اللاتينية" مشيرا إلى أن كلتا المنطقتين تتطلعان معا إلى تحقيق التقدم على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح المرزوقي في مقابلة مع وكالة (إفي) أن "العالم العربي ينظر بإعجاب كبير لأمريكا اللاتينية لأن لديها نفس تاريخنا.. الانقلابات والفقر والديمقراطية. لقد مررنا بنفس الطريق. من الضروري بناء علاقات جيدة بين التكتلين".
وأشار الرئيس التونسي الذي يزور ليما للمشاركة في القمة الثالثة لدول أمريكا اللاتينية والدول العربية (أسبا)، إلى أن العلاقات بين الجانبين لا تزال في مراحلها الأولية، غير أنه أكد أن اجتماع رؤساء الدول والحكومات رغم البعد الجغرافي للمنطقتين يعكس الارادة السياسية لسلطات تلك الدول في تنمية الروابط المشتركة.
وقال "أتمنى أن تكون العلاقات بين أمريكا اللاتينة والعالم العربي بعد 20 أو 30 عاما من الآن مهمة كما هي الآن مع أوروبا".
وأشار المرزوقي إلى التراث المشترك بين العرب واللاتينيين، حينما استقبلت المنطقة اللاتينية المهاجرين العرب الذين ظلوا على اتصال مع ثقافتهم، وقال إنه يأمل في التعلم من تجربة أمريكا الجنوبية.
وأضاف "بالنسبة لي، إنني مهتم بجهود البيروانيين والبرازيليين في مكافحة الفقر، وفي الطريقة التي يحقق بها الارجنتينيون العدالة الانتقالية" بعد فترة الديكتاتورية.
وأكد المرزوقي أن بلاده تسعى لان تترك ورائها تركة "ديكتاتورية" الرئيس زين العابدين بن علي، الذي حكم البلاد طيلة 23 عاما، من خلال إجراء "إصلاحات سياسية واجتماعية".
وقال إن الحمل "ثقيل للغاية لأنه طيلة 50 عاما كانت تونس محرومة من الحرية والديمقراطية، واستوطنت كثير من الامراض في كل الانظمة كالقضاء والأمن والتعليم، ويجب إعادة البناء من على الانقاض، وهذا يستغرق وقتًا".
وأدت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في تونس في يناير/كانون اول 2011 مع وفاة الشاب محمد البوعزيزي بائع الخضروات الذي كان يبلغ من العمر 26 عاما بعدما أضرم النار في نفسه احتجاجا على البطالة والفساد، إلى سقوط نظام بن علي.
وانتقلت الاحتجاجات إلى دول أخرى في المنطقة، حيث انتفضت شعوب مصر وليبيا واليمن ضد حكوماتها وسوريا فيما عرف بالربيع العربي.
ويرى المرزوقي أن تضحية المرزوقي كانت مثالا على احتجاج الشباب العاطل الذي كان يسعى للعمل في القطاع غير الشرعي لاعالة نفسه، بعدما تم منعه من العمل في الاقتصاد الرسمي بسبب البيروقراطية الفاسدة.
وقال "الوضع صعب لأنه عندما تكون هناك ثورة يتم تدمير النظام السياسي ومن الضروري إعادة بنائه. وهذا يستغرق وقتا ومن الضروري المساهمة في بناء نظام اقتصادي وتعليمي لمكافحة الفقر"، لكنه أشار إلى أنه "لا توجد نتائج فورية".
وأعرب المرزوقي عن أمله في أن يشعر الشباب التونسي بالتغيير الذي يحدث في الحريات العامة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية وأن يتحلوا بالصبر.
وأضاف "لقد انتهينا حاليا من الدستور تقريبا. وسنجري انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون أشهر. وسيتم إعادة بناء النظام السياسي بالكامل".
وشدد الرئيس التونسي على أن بلاده "تمضي بين اضطرابات"، ومهددة دائما بالعنف من جانب التيار السلفي الذي شببه باليمن المتطرف في أمريكا اللاتينية.(إفي)