من إيلاريا بوليسكي
جنوة (إيطاليا) (رويترز) - استخدمت فرق الإنقاذ الإيطالية كسارات ورافعات يوم الجمعة لإزالة كتل ضخمة من الخرسانة من موقع انهيار الجسر المقام على طريق سريع في جنوة يحدوها الأمل في العثور على ناجين من الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 38 شخصا على الأقل.
وتسبب حريق اندلع في وقت مبكر من الصباح، ونفث سحبا بيضاء من الدخان قبل إخماده، في تعطيل العملية. ويعتقد أن شرارة من إحدى معدات قطع المعادن كانت سبب الحريق الذي بدأ في مخزن تحت الجسر المنهار.
وبعد إخماد الحريق استأنفت فرق الإنقاذ التي تضم أكثر من 300 فرد، والتي تعمل على مدار الساعة منذ انهيار الجسر يوم الثلاثاء، عملها. وقال كبير المدعين في جنوة إن 20 شخصا ما زالوا مفقودين.
وتبدو فرص العثور على أحياء ضئيلة. وكانت السيارات المارة على الجسر، وهو جزء من الطريق السريع الذي يربط المدينة الساحلية بالحدود مع فرنسا، قد سقطت من ارتفاع 50 مترا عندما انهار جزء من الجسر طوله 200 متر.
ولم يصل رجال الإطفاء الذين يستخدمون الكلاب المدربة ومعدات ثقيلة إلى جميع السيارات التي سقطت من فوق الجسر حتى الآن.
وقال رجل الإطفاء ستيفانو زانوت في موقع الحادث "نحاول إيجاد نقاط يمكننا عندها اختراق هذه الألواح الثقيلة. عندئذ تأتي المعدات لحفر ممر يمكن أن تدخل منه الكلاب".
وأضاف أن رجال الإنقاذ يأملون في أن تكون الكتل الكبيرة من الحطام شكلت "مثلث نجاة" عندما سقطت واحتمى بها أشخاص بقوا على قيد الحياة.
* جنازة
وتعين أن يغادر نحو 600 شخص شققهم السكنية تحت الأجزاء المتبقية من الجسر خشية حدوث مزيد من الانهيارات. وقرر المسؤولون هدم المنازل لأن من الخطورة تركها هناك. وقالت الحكومة إنها ستوفر مساكن بديلة رغم أن توفير مساكن للجميع يمكن أن يستغرق شهورا.
ومن المقرر أن تقام جنازة رسمية لكثير من الضحايا صباح السبت في مركز المعارض والتجارة في جنوة بقيادة الكاردينال أنجيلو باجناسكو أسقف جنوة وسيحضرها الرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء جوزيبي كونتي.
لكن بعض الأسر قالت إنها ستقاطع هذا الحدث وستقيم مراسم خاصة بها في مؤشر على الاحتجاج على ما يرونه إهمالا تسبب في انهيار الجسر.
وذكرت صحيفتان إيطاليتان يوم الجمعة أن دراسة هندسية أجريت بتكليف من شركة أوتوستراد المشغلة للطرق في البلاد العام الماضي حذرت من حالة كابلات الدعم المغلفة بالخرسانة المثبتة للجسر.
وقالت شركة أوتوستراد إنها تتابع حالة الجسر كل ثلاثة أشهر كما يقضي القانون وإنها أجرت فحوصا إضافية بالاستعانة بخبراء من خارج الشركة. لكن الشركة لم تعلق على التقرير الذي نشرته الصحيفتان يوم الجمعة.
وأعلنت الحكومة أن يوم السبت يوم حداد وطني. وستبث مراسم الجنازة الرسمية على الهواء مباشرة. وقالت محطة راي التلفزيونية إنها لن تذيع أي إعلانات خلال الجنازة احتراما للضحايا.
وانخفضت قيمة سهم الشركة الأم لأوتوستراد وهي أتلانتيا بنسبة 30 في المئة في الأيام التالية للحادث لكنها بدأت في التعافي بشكل طفيف يوم الجمعة حيث قال مستثمرون إن تهديدات الحكومة بإلغاء امتيازات التشغيل الممنوحة لها يمكن أن تكون دعاية سياسية وليس للتنفيذ الفعلي.
ومنحت وزارة النقل أوتوستراد 15 يوما لإثبات وفائها بالتزاماتها التعاقدية وتريد منها أن تعيد بناء الجسر على نفقتها الخاصة.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)