investing.com - من بين مجموعة التعليقات المنتقدة لعملة "فيسبوك" الرقمية المرتقبة المعروفة باسم "ليبرا"، كانت هناك تغريدة قصيرة على موقع "تويتر" من المحامي ماركو سانتوري لخصت المشكلة الأساسية التي تواجه مشروع "فيسبوك" التشفيري وأي جهد تقوده أي شركة في هذا الصدد.
قال سانتوري إن مثل هذه العملات يجب أن تكون مركزية بشكل كافي لمنع الأنشطة غير المشروعة، ولامركزية كفاية لمنع التحيز تجاه أيا من المشاركين بناءا على استخدام الحسابات.
ومن أجل فهم المعضلة التي يواجهها "فيسبوك" وشركاؤه ال27 في مشروع "ليبرا"، يجب العودة إلى أساسيات ومبادىء البيتكوين، كان ساتوشي ناكاموتو يأمل في جلب الخصوصية للمدفوعات الرقمية وترجمة تجربة المعاملات النقدية غير المتصلة بالإنترنت إلى عالم الإنترنت، وكانت الفكرة هي عدم احتياج أي مستخدم لإثبات هويته من أجل إجراء معاملات مالية.
ويعتبر عنصر مجهولية الهوية سلاح ذو حدين، فهو يسمح للمجرمين ومنفذي عمليات غسل الأموال بالتهرب من القوانين، وفي نفس الوقت تمثل الهوية عائقا حقيقيا أمام التجارة، مثل ما يعانيه 2 مليار شخص في العالم الذين لا يستطيعون امتلاك حسابات مصرفية بسبب نقص التعليم وسجلات الائتمان الرديئة وأوراق الهوية غير الموثوقة.
تخطط "ليبرا" وغيرها من المشاريع إلى استهداف هذه الفئة من الناس، وفي حالة جلب التجارة الرقمية بلا حدود إلى أوسع قاعدة ممكنة من المستخدمين وتوسيع الاقتصاد العالمي، فإن الحل هو تحقيق عنصر الخصوصية.
وللأسف فشلت البيتكوين في تحقيق ما يكفي من الخصوصية بسبب كون دفتر الأستاذ عام ومفتوح للجميع، وعند اقترانه مع إجراءات "معرفة العميل" لمنصات التداول المرخصة قانونيا، يمكن بسهولة تتبع مصدر المعاملات ومعرفة هوية المستخدمين. وهو ما أدى إلى خلق مزيد من المشاريع التشفيرية التي تحاول توفير نسبة أعلى من الخصوصية مثل عملة "مونيرو" و"زكاش".
وفي الوقت نفسه، يطالب المشرعون بالمزيد من المعلومات التي تحدد هوية المستخدمين عن طريق فرض قوانين تحدد أطر عمل العملات الرقمية، ويقابلهم المطورين الذين يعملون بشكل متزايد من أجل الحفاظ على عنصر الخصوصية وتوفير المزيد من الاستقلالية للمستخدم.
إن عنصر الخصوصية أصبح مصدر قلق متزايد خاصة بالنسبة للشركات التكنولجية والبيانات التي تجمعها، وأكبر دليل على ذلك هو عدد الأسئلة التي وجهها المشرعون الأمريكيون ل"فيسبوك" بهذا الصدد، ومطالبتهم للشركة بضمانات بأن "ليبرا" لن تستغل بيانات المستهلكين الشخصية.